طائفة الأحباش المنحرفة


هذا البحث : هو عباره عن تفريغ لمحاضرة للشيخ ابي طلال القاسمي ، وهي بعنوان " إقامة الحجة على الحبشي " . وطائفة الأحباش : هي نسبة لرجل حبشي الأصل من إثيوبيا يسمّى عبد الله ولد في هرر من بلاد الحبشة، وصل إلى لبنان سنة 1950م، وجمع حوله جماعة ربّاهم على فكره وعقليّته، وتنامت أفكاره حتّى صار لها وجوداً ظاهراً مشهوداً في لبنان، وسيطرت هناك على جمعية تسمّى جمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلاميّة، ثم تنامت هذه الطائفة حتى تعدّت حدود لبنان إلى مناطق أخرى، مثل أمريكا وكندا وأستراليا وأوروبا " و قد تم حذف بعض المقاطع من المحاضرة ، مع تصرف يسير " .


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله قاصم الجبارين وناصر المستضعفين ، نستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به ونتوب إليه ونتوكل عليه ، ونصلي ونسلم صلاتا وتسايما دائمين كاملين على الرحوم القتال نبي الملحمة والمرحمة وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد . . .

على الله عز وجل توكلنا وإليه انبنا في اقامة الحجة على مدعي ، زنديق ، في عصرنا هذا يدعى" الحبشي " خطره على الإسلام كما تراه . . .
وأقول -والله - ما كنا لنضيع وقتنا إلا خشية ان يقف احدهم يوم القيامة - يوم لا ينفع مال ولا بنون - من هؤلاء أو اولئك ويمسكوا برقابنا ويقولون : لماذا لم تبين لنا الحق ، فاعذارا إلى الله تبارك وتعالى ثم إلى الناس ، استعين بالله عز وجل على دحض مفتريات واباطيل واضاليل هذه الفرقة المبتدعة .
وسوف تكون هذه اقامة للحجة عليهم ، نقول بعدها الحكم الذي نعتقده فيهم وفي امثالهم وفي من يعتقد اعتقادهم .
وسوف نقسم هذه المحاضرة إلى عدة نقاط حتى نكون موجزين :
أولا : نعرف بأصل اعتقاد الرفاعية ، الذي يدعو إليه هذا " عبد الله الحبشي ".
ثم نذكر اهم القضايا التي يخرجون بها من الملة ، كقضية موالاة الحكام - خاصة حافظ الأسد- وقضية " العلو " .
ثم قضية تهجمهم على علماء الأمة الأفذاذ ، أمثال ابن تيمية وغيره ، بحول الله تعالى ، والرد عليهم بما ييسره الله تعالى . . .

نستعين بالله تبارك وتعالى على كي هذا الجرح الممد ، وعلى ردم هذا المستنقع الآسن :

أولا : العقيدة الرفاعية : التي يدعو إليها الحبشي : في محاضرة له في " كوبنهاجن !" يطلب من الناس ان يأخذوا عنه الطريقة الرفاعية ، وبعد ذلك يتكلم عن كرامات هذا " الرفاعي " وانه كان يدخل في الفرن ويقول للخباز : اخبز يا خباز ! ، والنار لا تؤثر به ! . . والعجيب ان اناسا يصدقون هذه الخزعبلات . . أهو - الرفاعي- أكرم على الله من خباب بن الأرت الذي كانت أم عمار تكويه بالنار فسلخت ظهره ؟! اهو-هذا المدعي- أكرم على الله ؟!

وهم يعتقدون ان محمد بن الحسن العسكري - المهدي المتظر عند الشيعة الروافض - هو الإمام الثاني عشر الغائب ، واحمد الرفاعي - مؤسس الطريقة الرفاعية - هو الإمام الثالث عشر بعده . وقد نصت كتب الشيعة على ان لا وجود لهذا الإمام الثالث عشر ، وان الإمام الحادي عشر لم يرزق ولدا مما جعل اقاربه يقسمون تركته بين امه واخيه جعفر - كما جاء في كتاب جلاء العلوم-
ويعترف بهاء الدين الرفاعي - من سلالة أحمد الرفاعي- باعتقاد الرفاعيين بإمامة صاحب السرداب المنتظر ، وسماه باسمه " المهدي ابن الحسن العسكري " في كتابه بوارق الحقائق والنجوم الزاهرة .

كما انهم يعتقدون بكتاب " الجفر" الشيعي ، الذي يزعمون ان جعفر الصادق عهد به إليهم ، ادعو -الروافض والأحباش - ان كل ماهو قائم إلى يوم القيامة كتب لهم فيه ، وهو كتاب كفر .

ولهم أفعال عجيبة في عاشوراء ، وعندهم اللعب بالنار ، ويزعمون أنها لا تؤثر فيهم ! أحد الاخوة -حضر للحبشي محاضرة- قال له : يا شيخ نريد ان نعلم انك صدقتنا ، وان نكون على ذلك من الشاهدين ، فاتي إليك الان واشعل فيك النار ! ولننظر . . ان لم تؤثر فيك صدقناك ، وان احرقتك كنت كذابا ولا نتبعك ! . فبهت الرجل ، قال : انا لا استطيع ان افعل هذا . فقال له الأخ : وهل هناك من يستطيع ان يفعل هذا في الطريقة الرفاعية ؟ . قال : اظن في الصومال من يفعلون هذا ! . قال له الاخ : حسنا . . نذهب إلى الصومال ! ( وسترى كيف ان الإمام ابن تيمية جادلهم بنفس هذا المنطق الذي جادلهم به الاخ ، بعد قليل ).

ويدخلون الحديد في بطونهم ، ويلعبون بالحيات ، ويتعاملون بالسحر والشعوذة ، حتى ان الذهبي - وهو من كبار ائمة الجرح والتعديل - الذي يقول عنه هذا الحبشي ان تصحيح الحاكم لا يقر إلا إذا وافقه الذهبي ، يقول الذهبي في الطريقة الرفاعية : ( كثر الزغل - اي الفساد- في اصحاب الطريقة الرفاعية ، وتجلت لهم احوال شيطانية ، منذ اخذت التتار العراق، من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات ) . وكلمة الإمام الذهبي ( منذ اخذت التتار العراق ) لها مدلولها ، ذلك ان دور الأحباش هذه الايام مع أعداء الامة القيدانية والنصيرية في سورية وغيرهم ، هو نفس دور الرفاعية مع التتار حينما هجموا على الخلافة الإسلامية .
ويقول : ( كان التتار يعجبهم ما يفعله الرافاعية ، ويجزلون لهم العطاء ) .وهذه اشارة من الذهبي رحمه الله إلى ان من والى أعداء الله ، كيف يكرمه الله بالكرامات ؟!- على دعوى انها كرامات - .

الشيخ الالوسي رحمه الله قال : ( وأعظم الناس بلاء في هذا العصر على الدين والدولة مبتدعة الرفاعية ، فلا تجد بدعة إلا ومنهم مصدرها وعنهم موردها ومأخذها ، فذكرهم عبارة عن رقص وغناء وإلتجاء إلى غير الله وعبادة مشايخهم ،وأعمالهم عبارة عن مسك الحيات ) .

وهم - الأحباش - يذكرون حديثا عن أحمدهم هذا يعارضون فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ان النبي صلى الله عليه وسلم دعى الله ثلاث دعوات فاستجيب له دعوتان ولم تستجب له الثالثة .
يقول الحديث - عندهم - ان أحمد - الرفاعي - دعى الله ثلاث دعوات فاستجيب له دعوتان ولم تستجب له الثالثة !
الدعوة الأولى : ان من شد الرحال إلى قبره ، يغفر الله له . . . لك هذا !
الثانية : كل من دعى الله تحت قبته ، يستجب له . . . لك هذا !
الثالثة التي لم تستجب له : ان أحمد قال له : ( يارب ادخلني النار ) ، فقال له الله : ( لا كيف ادخلك النار يا أحمد ، وأنت إن دخلتها وتمرغت فيها صارت حشيشا اخضر ) !!

احد شيوخهم ظهر مرة في قريتنا - وللاسف علية القوم في بلادنا (ضباط الشرطة والجيش) على الطريقة الرفاعية وهذه لها مدلولها -
وكان هذا المجرم يقرا القرآن : ( قل هو الله احمد ) ، وكان يقرأ : ( اخلع نعلييك ) -اي كلما تخلع ، كلما نعليك - .
وكان يدخل على أمرأة الرجل - زوجته- ويضاجعها ، والديوث سارح في الخارج ، يقول : الشيخ يعطي " النورانية " لزوجتي !
بلغني ان هذا المجرم دخل عليه رجل في مسجدهم ، فلما رأه قال له : ( أنت تموت بعد ثلاثة ايام ، لكن اتيني بدجاجة سوداء ومبلغ 500 جنيه ) حتى يؤخر اجله ! الرجل ارتاع واتاه بسرعة بما طلب .
وكانا في هذا الوقت عام 74 في مسجد ، وكان " مكبر " المسجد في صلاة الجمعة موجه إلى المدينة السكنية التي يقيم فيها هذا الرجل -الرفاعي-وهو طبعا لا يصلي ، لان الصلاة والصوم والعبادات هذه لمن " يطرق الباب " ، اما هم فقد فتحوا ودخلوا في الحضرة الإلهية فسقطت عنهم هذه العبادات !( أهم أكرم على الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه ؟!) .
فلما اعلنت هذا واحللت دمه - والإخوة استعدوا- سمع من " المكبر " هذا الامر ، فخرج من الباب الخلفي للمدينة السكنية وماعاد بعدها إلى بلدتنا مطلقا !
هذا هو حالهم .

وما يفعلونه تماما مثل ما يفعله وثنيو الهند والبوذيون من الدخول في النار وادخال الشيش في بطونهم ووجوههم ، مع انهم كفار مشركون !

يقول الاخ عبد الرحمن دمشقية في كتاب له في الرد على هؤلاء : ان بعض الإخوة قرأ قرآن امام الرفاعية اثناء محاولتهم ادخال الشيش ، فجرحوا .
ويشترطون لادخال الشيش او الدخول في النار ، ان لا يقرأ احد امامهم قرآنا ، فإن شياطينهم إذا سمعت القرآن خذلتهم وتخلت عنهم .

ماهي عقيدتهم :

يعتقدون ان شيخهم الرفاعي يحيي ويميت ، فياكل السمكة ثم يجمع عظامها وينفخ فيها ، فتعود حية كما كانت وتدب فيها الروح ثانية !
يعتقدون ان شيخهم يحمي اتباعه إلى يوم القيامة في حياتهم وبعد مماتهم ، ويدخلهم الجنة امامه ! ( قلادة الجواهر ) .
يعتقدون ان شيخهم يطلع على المقدور والمكتوب ، فيجعل الشقي سعيدا ، ويعتقدون أيضا انه يشتري لاتباعه اراضي و" عقارات " في الجنة - على غرار صكوك الغفران في الكنيسة - .
يعتبرون ان السموات والارض صارتا في رجل شيخهم كـالخلخال ! ( طبقات الشرعاء للشعراني ، والفجر المنير ) .
ويعتقدون بان الله يعطي اولياءه كلمة كن يتصرفون بها في الكون ، وكأنه يصير بمقورهم خلق ما يشاءون ان يخلقوه ، يذكر الصيادي ، ان أحمد الرفاعي قال : ( وإذا صرف اللله تعالى الولي في الكون المطلق صار امره من بامر الله تعالى ، إذا قال كن فيكون ) .

ويتفقون مع الرافضة الشيعة في الاتي :
انهم يذهبون إلى تحديد عدد الائمة من اهل البيت النبوي إلى اثني عشر ، يشاركونهم القول بأمامتهم وتقديسهم واستقبال قبورهم عند الدعاء والشدائد والكربات " قبورهم موضع كشف الكربات وحل المعضلات " ، ويعتقدون ان اهل البيت اجزاء ومخلوقات نورانية - هذه اللفظة كثيرا ما يرددونها - .
ويجعلون قبورهم قبلة ، غذ يقول الصيادي الرفاعي : ( صح عند اهل الهدى التوجه إلى مقابرهم ، إذ هي الباب لدفع كل الاقدار والسلم لبلوغ الاوتار ) . ( القواعد المرعية ، والتاريخ الاوحد ، وقلادة الجواهر ، والفجر المنير ) .
هذه بعض مبادءهم التي يوافقون فيها الشيعة ، ناهيك عن الرقص والغناء والدف والاختلاط والنساء . . إلى اخره .

طريقة آخرى يدعو إليها الحبشي : " الطريقة النقشبندية " :
يزعمون ان بهاء الدين نقشبند مؤسس هذه الطريقة ، كان يقول للرجل : مت! فيموت ، ثم يقول له : قم حيا ، فيحيا مرة اخرى - هذا مثل الدجال -
وكان هذا المجرم يتمثل بقول الحلاج ، ومنها البيت : ( كفرت بدين الله والكفر واجب    لدي ولدى المسلمين قبيح ) .

اجتمع مرة - هذا النقشبند- بكلب وحرباء ،فحصل لهما لما راوه " حال " بكاء عظيم ، وسمع لهما تأوها وحنينا ، فاستلقى الكلب على ظهره ورفع قوائمه الأربع إلى السماء ، واخذ يدعو الله ، وكذلك فعلت الحرباء ، والشيخ واقف يبكي ويقول آمـين - يؤمن على دعاء الكلب والحرباء-! . ( المواهب السرمدية والانوار القدسية في مناقب النقشبندية ) .

ويذكرون ايضا ، ان رجلا سلم على - هذا النقشبند - ، فلم يرد عليه السلام ، ثم اعتذر منه بعد ذلك ، بانه كان مشغولا بسماع كلام الله . ( المواهب السرمدية والانوار القدسية في مناقب النقشبندية ) .

ولما توفي حبيب الله جالجالاني نقشبندي أرتفع نصف القرآن إلى السماء ، ووقع في الدين فتور !

وكان أحمد الفاروقي يقول : ( كثيرا ما كان يعرج بي فوق العرش ، وارتفع فوقه بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه ، ورايت مقام الإمام شاه نقشبند ) .
وقال : ( واعلم اني كلما أريد العروج يتيسر لي ) .
وكان يقول : ( كانت الكعبة تطوف بي ، تشريفا لي ) .

عبد الله الدهلوي ، يقول : ( كما ان طلب الحلال فرض على الكافرين ، كذلك ترك الحلال فرض على الكافرين ) . ( أعلى العارفين ) .

عبد الله الخال ، يخبر بالأمور قبل وقوعها ، وكان لا يسأل اتباعه عن أحوالهم ، وانما يخبرهم عنها !.

عبيد الله أحرار له ميزة عجيبة ، كانت له قوة ينقل بها المرض من شخص إلى اخر !.
ونص الدهلوي : على ان نقل المرض من " كرامات " هذه الطريقة .

اما محمد المعصوم ، فقد كان " غوثا " يستغيث به الناس ، ويسموه " حضرة القيوم " .
فقد سقط احد مريديه عن فرسه في الصحراء ، فاستغاث بـ " حضرة القيوم " ، فحضر بنفسه واغاثه !.
وكان يغيث الناس في اقصى الأرض وهو جالس في مكانه ، فقد استغث به رجل في سفينة كادت ان تغرق ، فمد الشيخ يده وانتشل السفينة ، وهو في بيته ، امام اصحابه ، الذين رأوا - فجأة - أن كمه صارت مبللة بعد ان رأوه يهزها في الهواء !

بهاء الدين نقشبند ، يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية ، واخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة - وهم قد ماتوا من مئات السنيين - ، وتلقى الذكر الخفي من روحانية الشيخ عبد القادر ردجواني ، وهذا ليس عجيبا فان الروحانيات تجتمع بعد الممات ، وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الناسوت . ( البحر الرائق ) .

القدي يقول : ( وما يفعله العامة من تقبيل اعتاب الأولياء ، والتابوت الذي يجعل فوقهم ، فلابئس به ، إذا قصد من ذلك التبرك ، ولا ينبغي الاعتراض عليهم لانهم يعتقدون ان الفاعل والمؤثر هو الله ، وانما يفعلون ذلك محبة في من احبهم الله ) . ( تنوير القلوب ) .
ويقول : ( ولما مات الشيخ بهاء الدين نقشبند بنى اتباعه على قبره قبة عظيمة ، وجعلوه مسجدا فسيحا ) .
وقال : ( لم يزل يستغاث بجنابه ، ويكتحل بتراب اعتابه ، ويلتجأ إلى ابوابه ) .
لماذا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى ؟ ، ذلك انهم اتخذوا قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد .

وكان أحمد الفاروقي يقول : ( وجدت الله عين الاشياء - كما قاله ارباب التوحيد الوجودي - ثم وجدت الأشياء فوجدت الله عينها ، بل عين نفسي ، ثم وجدته تعالى في الاشياء ، بل في نفسي ، ثم مع الأشياء ، بل مع نفسي ) . ( المواهب السرمدية ) .

ويقولون في ( الأنوار القدسية ) : ( ان حقيقة الذكر عبارة عن تجليه سبحانه لذاته ، بذاته في عين العقل ) .

عبيد الله احرار ، كان يفسر في كتابه " المواهب السرمدية " قول الله عز وجل : { فاعرض عمن تولى عن ذكرنا } ، كان يقول قول ابن عربي الكافر : ( ألا بذكر الله تزداد الذنوب   وتنطمس البصائر والقلوب   وترك الذكر احسن منه حالا   فإن الشمس ليس لها غروب ) .
وكان يقول في تفسير { انا اعطيناك الكوثر } : ( اي انا اعطيناك شهود الاحادية في الكثرة ) . هل يفهم من هذا الكلام شيء ؟!
وقال : ( ان طريقة الذكر النقشبندية تورث في قلب الذاكر سر التوحيد ، حتى يفنى عن نظره وجود جميع الخلق ويظهر له وجود الله المطلق في المظاهر ) .
وذكر ان الله اذا تجلى في قلب العبد ، يمحو منه الغيب ، فلا يبقى فيه إلا هو ، فيقول القلب : سبحاني ، ما اعظم شأني ، وهل في الدارين غيري .

سيف الدين الفاروقي ، خطر ببال احد الوافقين امامه أنه متكبر ! ، فعرف مافي قلبه ، وقال له : تكبري من تكبر الحق تعالى .

الدهلوي يقول : ( وللنقشبندية تصرفات عجيبة ، من التصرف في قلوب الناس ) .
ومن ذلك تصرف الشيخ عبد الله الدهلوي في باطن المريدين ، وإلقاء الافراح في صدورهم !
ومن كراماته أن زوجة أحد أصحاب الشيخ مرضت ، فالتمس من حضرته أن يدعو الله لتخفيف مرضها ، فلم يفعل ، فالح عليه ، فقال له : لا تبقى هذه المرأة أكثر من خمسة عشر يوما ، فتوفت في اليوم الخامس عشر !

محمد الخواجقجي ، مامن ذرة في الكون إلا وهو يمدها بالروحانية !

الدمشقي يقول : ( من عبد الله من اجل الجنة والنار فهو طاغوت ) .
وأحد شيوخهم يقول :
أحبك لا ارجو بذلك جنة     ولا اتقي نارا وأنت مراد
إذا كنت مولاي فاي جنة   واي نار تتقى وتراد

إذا لماذا كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول { واجعلني من ورثة جنة النعيم } ؟!

هذه العقيدة التي يدعو إليها الحبشي ، وبدون نقد هذا الكلام ، وذكر أمور اخرى .
هذه اشياء مخرجة من الملة ، إن اعتقدها الإنسان وهو متحققة فيه الشروط .

ولهم اداب ، اداب المريد مع شيخ الطريقة :
1- ان يكون مستسلما ، منقادا ، راضيا بتصرفات الشيخ ، يخدمه بالمال والبدن ، لان جوهر الإرادة والمحبة لا ينبغي إلا بهذا الطريق.
2- ألا ينكر على افعال شيخه، فإن المنكر على افعالهم لا ينجو .
3- أن يرى ان كل نعمة إنما هي من شيخه.
4- أن لا يعترض عليه فيما فعله ، ولو كان ظاهره حراما .
5- ان يلازم عند الذكر - في مخيلته وبين عينيه - صورة الشيخ ، وذلك من اصول الذكر .

ثانيا : موقفهم من ابن تيمية : وقعت على مناظرة ، وقعت بين شيخ الإسلام ابن تيمية - ولعلها تبين لنا السبب الخفي ، الذي من اجله في أي مجلس لهؤلاء الناس يطعنون ويكفرون شيخ الإسلام ابن تيمية ، لأنه هو الذي فضح الرفاعية ودمرهم -

يوم السبت التاسع من جمادي الاولى 705 هـ ، وقعت مناظرة عظمى بين شيخ الإسلام ابن تيمية ، وشيخ الطريقة الرفاعية -واسمه عبد الله -

فأخذ يذكر عقائدهم - التي ذكرنا بعضها -. . .
قال : فلما نهيتهم عن ذلك - وكان دائما امرا بالمعروف نهائا عن المنكر رحمه الله - ، اظهروا الموافقة والطاعة ، ومضت على ذلك مدة ، والناس يذكرون عنهم الاصرار على الابتداع في الدين وإظهار ما يخالف شرعة المسلمين . . .
وانا اسلك مسلك الرق والآناة واخر القصاص ، إلى ان يحظر الشيخ - شيخهم - إلى المسجد الجامع ، وكان قد كتب إلي كتاب بعد كتاب ، فيه احتيال واعتذار ، وهو كلام باطل لا تقوم به الحجة ، بل ان احاديثه موضوعة أو إسرائيليات غير مشروعة ، وحقيقة الأمر الصد عن سبيل الله وأكل أموال الناس بالباطل .
فقلت لهم : الجواب يكون بالخطاب ، فإن جواب مثل هذا الكتاب لايتم إلا بذلك .

قال : وهؤلاء أهل الاهواء الذين يتعبدون في كثير من الأمور باهوائهم ، لا بأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله .
ولهذا غالب وجدهم هو مطلق ، لا يدرون من يعبدون - ربهم لافوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا امام ولا خلف كما يقولون، أي عدم - فيهم شبه قوي من النصارى الذين قال الله فيهم { يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم } . ولهذا كان السلف يسمون أهل البدع : أهل الاهواء .

قال : فحملهم هواهم على ان يجتمعوا تجمع الاحزاب ، ودخلوا المسجد الجامع مستعدين للحراب بالأحوال التي يعدونها للغلاب - فهم تراهم أعزة على المسلمين، أما على الكافرين فرحمة وامن وسلام !-

قال : فلما قضيت صلاة الجمعة ، ارسلت إلى شيخهم لنخاطبه بما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويتفق على اتباع سبيله .
فخرجوا في جموعهم إلى قصر الإمارة ، وكأنهم اتفقوا مع بعض الاكابر على مطلوبهم - شنشنة قديمة ، وسنة باقية ، الاتصال مع الكبراء لضرب العقيدة الإسلامية -
ثم رجعوا إلى المسجد ، فأرسلت إليهم مرة ثانية ، لاقامة الحجة والمعذرة ، وطلب للبيان والتبصرة ، ورجاء للمنفعة والتذكرة .
فعمدوا إلى القصر مرة ثانية ، مظهرين الضجيج والعجيج والأرعاد ، واضطراب الرؤوس والاعضاء ، والتقلب وإظهار التوله ، وابراز ما يدعونه من الحال والمحال ! فلما رأى الأمير ذلك ، هاله ذلك المنظر ، وسئل عنهم ، فقالوا : هم مشتكون . فقال : فليدخل بعضهم .
فدخل شيخهم ، واظهر من الشكوى علي - أي على ابن تيمية - ودعوى الاعتداء مني عليهم كلاما كثيرا لم يبلغني جميعه ، لكن حدثني من كان حاضرا : ان الأمير قال لهم : فهذا الذي يقوله ابن تيمية من عنده أم من عند الله ورسوله ؟ . قالوا : بل من عند الله ورسوله ! . قال : فأي شيء يقال له ؟! . قالوا : نحن لنا أحوال وطريق يسلم إلينا ! . قال : فنسمع كلامه ، فمن كان الحق معه نصرناه . قالوا : نريد ان تشد - اي على ابن تيمية - . قال : لا ولكن اشد في الحق سواء كان معه أو معكم . قالوا : لا بد من حضوره . قال : نعم .
فأمر باخراجهم ، فأرسل إلي الأمير بعد صلاته من أهل الصدق والدين ممن يعرف ضلال الرفاعية ، وعرفني بصورة الحال ، وانه يريد كشف امر هؤلاء .
فلما علمت ذلك ، قلت في نفسي : ان ذلك لامر يريده الله من إظهار الدين وكشف أهل النفاق والمبتدعين لانتشارهم في اقطار الارضين .

يقول : ولا احببت البغي عليهم -أي الرفاعية - والعدوان ، فارسلت إليهم من يعرفهم بصورة الحال ، واني إذا حضرت كان ذلك عليهم من الوبال ، وكثر فيهم القيل والقال . فجاء الرسول ، واخبر : انهم اجتمعوا بشيوخهم الكبار ، الذين يعرفون حقيقة الاسرار ، واشاروا عليهم بالموافقة على ما امروا به من اتباع الشريعة ، والخروج عما ينكر عليهم من البدع الشنيعة .
وقال شيخهم الذي يسيح في اقطار الأرض كبلاد الترك ومصر وغيرها - والدنمارك وغيرها !- : أحوالنا تظهر عند التتار ، ولا تظهر عند شرع محمد ابن عبد الله - أي انهم كانوا عملاء للتتار -

ثم ذكر انه جاءه بعض الاكابر وذكروا انه لابد من حضوره لموعد الاجتماع . . .
يقول ابن تيمية : فاستخرت الله تعالى تلك الليلة واستعنته واستغفرته واستهديته . .

جاء موعد المناظرة . . .
يقول ابن تيمية : فلما حضرت ، وجدت الناس في غاية الشوق إلى هذا الاجتماع ، طالبين الاطلاع . .
فذكروا - اي الرفاعية - لنائب السلطان وغيره من الأمراء بعض الاقوال المشتملة على الافتراء - دائما هذا ديدنهم الافتراء والاكاذيب -
وقال - اي الامير - : انهم قالوا : انك طلبت منهم الانتحال ، وان يلقوا انفسهم في النار ! قلت : هذا من البهتان . .
قلت للأمير : نحن لا نستحل ان نأمر أحد ان يدخل نارا ، ولا تجوز طاعة من يأمر بدخول النار وفي ذلك الحديث الصحيح - وذكر الحديث# - . هؤلاء قوم يكذبون في ذلك ، وهم كذابون مبتدعون قد افسدوا من امر دين المسلمين ودنياهم ما الله به عليم - وذكر تلبيساتهم على طوائف من الامراء ، وانهم كانوا يرسلون من النساء من يستخبر عن أحوال بيوتهم الباطنية ، ثم يخبرونهم بها مكاشفة ! على اساس انهم يعرفون الغيب -

يقول ابن تيمية رحمه الله : ذكرت للامير انهم مبتدعون ، بانواع من البدع ، وان بدعهم خارجة عن الشريعة ، وذكرت له حديث العرباض بن سارية في نهيه عن البدع.

يقول رحمه الله : انا ما امتحنت هؤلاء ، لكن هم يزعمون ان لهم احوال يدخلون بها النار ! وان اهل الشريعة لا يقدرون على ذلك ، ويقولون : ان هذه الاحوال التي يعجز عنها أهل الشرع ليس لهم ان يعترضوا عليها ، بل يسلم إلينا ما نحن عليه سواء وافق الشرع او خالفه ! .
وانا استخرت الله سبحانه ، انهم ان دخلوا النار ، ادخل انا وهم ، ومن احترق منا ومنهم فعليه لعنة الله ، وكان مغلوبا، وذلك بعد ان نغسل جسومنا بالخل والماء الحار . قال الأمير : ولماذا ؟! . قلت : لانهم يدهنون جسومهم بادوية يصنعونها من دهن الضفادع وقشر النارنج وغير ذلك مما هو معروف لهم ، وانا لا ادهن جسمي بشيء ، فإذا اغتسلت انا وهم بالخل والماء الحار ، بطلت الحيلة وظهر الحق .

قال رحمه الله : فاستعظم الأمير هجومي على النار ، وقال : أتفعل هذا ؟! . قلت : نعم ، قد استخرت الله في ذلك ، والقى في قلبي ان افعله ، ونحن لا نرى هذا وامثاله ابتداء ، فإن خوارق العادات إنما تكون لأمة محمد المتبعين له باطنا وظاهرا .
يقول : وجب علينا ان ننصر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ونقوم بنصر دين الله وشريعته بما نقدر عليه من أرواحنا وجسومنا وأموالنا - رحمك الله يا ابن تيمية -
فجعل الأمير يخاطب من حضره من الأمراء بهذه القضية ، وتكلم مع نائب الأمير ، قال له : اليوم ترى حرب عظيمة .
ثم حضر شيوخهم الاكابر ، وجعلوا يطلبون من الأمير الاصلاح وانهاء هذه القضية ! - مثل الشياطين ، تشد عليها تخنس -
فقال الأمير : إنما يكون الصلح بعد ظهور الحق .

قال : فقمنا إلى الأمير ، وجاءوا هؤلاء الرفاعية ، وهم جماعة كثيرون وقد أظهروا أحوالهم الشيطانية من حركة الرؤوس والاعضاء ، والقفز والحبو والتقلب ونحو ذلك من الأصوات المنكرات والحركات الخارجة عن العادات ، المخالفة لما أمر به لقمان لابنه في قوله : { واقصد في مشيك واغضض من صوتك } .
فلما جلسنا وقد حظر خلق عظيم من الأمراء والكتاب والعلماء والفقراء والعامة وغيرهم ، وحضر شيخهم الأول المشتكي ، وشيخ اخر سمى نفسه خليفة سيده أحمد - انظروا ماذا قال ابن تيمية : سيده أحمد - ومركز على رأسه بعلمين ، علم القطبية وعلم الغوثية !
قال ابن تيمية : وهم يسمونه عبد الله الكذاب !

ثم تكلموا بكلام مضمونه انهم يطلبون الصفح والعفو من ابن تيمية عن الماضي والتوبة ، وانهم مجيبون إلى ما طلب من ترك هذه البدع ، ثم استدل شيخهم على حالهم ببعض الإسرائيليات .
قال ابن تيمية : فقلت : اما التوبة فمقبولة ، يقول الله { غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب } ، وقال { نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم } .
وقلت لهم - اي ابن تيمية - : ليس لنا ان نعتقد في ديننا بشيء من الإسرائيليات المخالفة لشرعنا ، وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب بعض كتب اليهود ، فقال : ( امتهودون يا ابن الخطاب !؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، لو كان موسى حيا ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ) .
وذكر - ابن تيمية - ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى مع اصحابه من كتب أهل الكتاب ، فقال : ( كفى بقوم ضلالة ان يتبعوا كتابا غير كتابهم ، انزل إلى نبي غير نبيهم ) ، وانزل الله عز وجل { اولم يكفيهم انا انزلنا عليك كتابا يتلى عليهم } .
قال : فنحن لا يجوز لنا اتباع موسى ولا عيسى فيما علمنا انه انزل عليهما من عند الله ، إذا خالف شرعنا ، وإنما علينا ان نتبع ما انزل علينا من ربنا ، ونتبع الشرعة والمنهاج الذي بعث الله به رسولنا ، كما قال تعالى :{ وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهوائهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } ، فكيف يجوز لنا اتباع عباد بني اسرائيل { تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون } .
قال : ليس لاحد الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولا الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله .

يقول رحمه الله : قال شيخهم - ورفع صوته - : نحن لنا احوال كذا وكذا ، وادعى احوال كالدخول في النار وغيرها ، وانهم يستحقون تسليم الحال لاجلها !
فقلت ورفعت صوتي : انا اخاطب كل أحمدي - يعني رفاعي - أي شيء تفعلوه بالنار ، فانا اصنع مثل ما تصنعون ، لكن بعد ان نغسل جسومنا بالخل والماء الحار ! فاخذ - شيخهم - يظهر القدرة على ذلك ، وقال : انا وانت نقوم بعد ان نغسل جسومنا بالكبريت - حتى يشتعل بقوة - .
فقلت له : قم ، واخذت اكرر عليه ، قم ! فقلت له : حتى نغتسل ، فاظهر الوهم كعادته ، وقال : من كان يحب الامير فليحضر حزمة حطب .
فقلت : بل قنديل ، ادخل اصبعي واصبعك فيه بعد الغسل ، ومن احترق اصبعه فعليه لعنة الله .
فلما قلت ذلك ، تغير وذل واصفر وجهه .

قال رحمه الله : قلت ، ومع هذا فلو دخلتم النار وخرجتم منها سالمين حقيقة ، ولو طرتم في الهواء ومشيتم على الماء ، ولو فعلتم وفعلتم ، لم يكن في ذلك ما يدل على ما تدعونه من مخالفة الشرع ولا على ابطال الشرع ، فإن الدجال الأكبر يقول للسماء امطري فتمطر ، وللأرض انبتي فتنبت ، وللخربة اخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه ، ويقتل الرجل ثم يمشي بين شقيه ثم يقول له قوم فيقوم ، ومع هذا هو دجال كذاب ملعون لعنه الله . ورفعت صوتي بذلك فكان لذلك وقع عظيم في القلوب .
وذكرت له قول ابو يزيد البسطامي : لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الاوامر والنواهي ، وذكرت قول الشافعي : اتدري ماذا يقول صاحبنا - يعني الليث بن سعيد - لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء فلا تغتر به .

وتكلمت في هذا ونحوه ، ومشايخهم الكبار يتضرعون عند الأمير لطلب الصلح ، والناس يطوفون في الميدان ويقولون { فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون وغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين } .

بعد ذلك طلبوا التوبة عما مضى ، فقال الأمير لابن تيمية : ما تطلب منهم ؟ قال رحمه الله : متابعة الكتاب والسنة وألا يتعقد أنه لا يجب عليهم اتباعه ، لا يجوز لاحد الخروج عن الكتاب والسنة ، والذي يوجب الكفر ، وقد يوجب قتال الطائفة الممتنعة دون الواحد المقدور عليه .
قالوا : نحن ملتزمون بالكتاب والسنة !
قال الأمير : فأي شيء الذي يلزمهم من الكتاب والسنة ؟
قلت - اي ابن تيمية - : حكم الله والسنة كثير ، ولكن المقصود ان يلتزموا هذا التزاما عاما ، ومن خرج عنه ضربت عنقه ، ومن ذلك الصلاة في مواقيتها كما أمر الله ورسوله ، فإن من هؤلاء من لا يصلي ، ومنهم من يتكلم في صلاته ، حتى انه بالامس لما اشتكوا علي ، جعل بعضهم يقول في الصلاة : يا سيدي أحمد شيء لله !

قال رحمه الله : جاءوا إلي هؤلاء الناس - يقصد الرفاعية - واخذوا يردون ، واخذوا يصيحون ، قالوا : فبأي شيء ترد الأحوال التي تأتينا هذه - الجنون الذي يصيبهم - ؟ قال ابن تيمية : بهذه السياط الشرعية .
فاعجب الأمير وضحك ، وقال :
اي والله بالسياط الشرعية تخبوا هذه الأحوال الشيطانية ، ومن لا يرجع إلى الدين بالسياط الشرعية فبالسيوف المحمدية .

ونحن نقول إن الشياطين في عقول هؤلاء الأحباش تذهب بالسياط الشرعية ، ومن لم تذهبه السياط الشرعية ، تذهبه السيوف المحمدية بإذن الله تعالى .

ثم أخذ بعض هؤلاء الرفاعية يقول : اليهود والنصارى يقرون على ماهم عليه ونحن لا نقر ؟!
فقال ابن تيمية : اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم رغم فجورهم ، والمبتدع لا يقر على بدعته .

وافحموا عند ذلك ، وكان نصرا عظيما للشيخ ابن تيمية رحمه الله . . .
ثم قال لهم بأعلى صوته : أنا كافر بكم ، وباحوالكم ، فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون .
ونحن نقولها ايضا : اننا كافرون جميعا بهذه العقيدة ، فكيدونا جميعا ثم لا تنظرون ، والله أكبر ، والله المستعان .

ها نحن قد وعينا السر الدفين في العداء بين هؤلاء وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
أما ما يدعونه على شيخ الإسلام ، فتلك نقطة سنجعلها في اخر الكلام . . .

ثالثا : قضية الحاكمية وموقهم من الحكام - المرتدين - : في مقال لهم - ومقالاتهم كثيرة نظرا للامكانيات التي تأتيهم من هنا وهناك - العنوان الرئيسي لهذا المقال : (( نعم للقائد الأسد محقق السلام في ربوع لبنان . . . بيعة مخلصة وولاء كامل للقائد الاسد . . . حبيب الشعب العادل وبطل مؤتمر مدريد ! )) .

واقتطع بعض المقاطع من المقال : (( نعم لسورية الأسد التي قدمت للبنان واللبنانيين الكثير بالوقوف إلى جانبهم في كافة المحن ، نعم لقائد عرفناه ابا كبيرا لكل اللبنانيين وقائدا رمزا للأمة العربية ، نعم لمن اعاد الابتسامة لاطفال لبنان ! ، نعم للرئيس الاسد ، نعم لقيادة عززت مكانة العرب ، نعم للسيد - سيدهم هم - الرئيس حافظ الاسد ، نعم للسياسة التي حققت نجاحات واضحة على مختلف المحاور ، نعم للسياسة التي وضعت كافة امكانياتها في خدمة المصالح القومية للامة العربية وزيادة التعاون بين الاقطار العربية لتحقيق وحدتها وحريتها ! ان الشعب يقول نعم لقائد كان الاسبق والاحرص على مصالح الشعب ، يعمل حين يرتاح الشعب ، يتحدى ويتصدى ويناضل ويدعو الشعب للتصدي والتحدي والنضال معه ، كل هذا من اجل الشعب ومصالحه وامنه وكرامته ومن اجل مصلحة الامة العربية ورسالتها ، نعم لقائد مواقفه دروس نضالية ، نعم لقائد لا يصارعه شعبه بل يصارع به ومعه وعنه ، نعم لبحر من الطاقات والقدرات ، بحر من الاخلاق العالية والسجايا ، مدرسة في الفكر والانتماء !! )) - اي والله هكذا يحكي -

ثم يخاطب الأسد : (( يا حبيب الشعب العادل ، يا امل جماهير الامة ، لقد وعدت ووفيت بكل ما وعدت ، اعطيت وما توقف عطائك ، بنيت وما توقف بنائك ، بدأت مع الأمة العربية وبقيت معها ولها ، وقد جابهت الصعاب دون وجل ، واستمريت في التحدي دون كلل ، لقد صمدت في سبيل الله وانتصرت واستمرت انتصاراتك . نعم لبطل الحرب والسلام ، نعم لذو الموقف الريادي الذي نال تقدير العالم اجمع ، نعم للانجازات الحضارية واتخاذ القرار الصعب للدفاع عن المقدسات . نعم تعني الثقة بنهج القائد ، واستمرار دور سورية القيادي وتعزيز مسيرة امتنا العربية وطنيا وقوميا ودوليا ، انتم الاقرب إلى جماهير الامة ومعاناتها ، تتطلع إليكم العيون وتهفوا إليكم الافئدة ، فعندكم العدل والانصاف ، وعندكم القول والفصل ، وعندكم مصلحة الجماهير العربية فوق كل مصلحة ! )).

ليس فقط حافظ الاسد ، ايضا إلياس الهراوي ، في مجلتهم عدد 14 كانون الاول 1993 يقول نزار الحلبي : (( سيادة الرئيس ان رعايتكم للخط العربي اكسب لبنان منعة وقوة وشوكة ، لم يكن ينعم بها ويعرف بها معنى الاستقلا لولاكم - لولا الكلب لدخل النار ! - كما ان مواقفكم الجريئة والتنسيق الكامل مع الشقيقة سورية - هذا هو بيت القصيد - جعل للبنان مكانته وموقعه في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية . . . عشتم وعاش لبنان / رئيس الجمعية نزار الحلبي )) .

هذا موقفهم من الحكام - الكفرة والمرتدين - ، اما ماذا يقولون عن من يقولون قولة الحق في قضية الحاكمية فسنرى بعد قليل .

ان من توحيد الله عز وجل ، ان يكون له وحده حق الحكم والتشريع . .
يقول عز وجل : { ولا يشرك في حكمه احدا } وفي قراءة { ولا تشرك في حكمه احدا } ، يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله : (( لا يشرك الله عز وجل احدا في حكمه ، بل الحكم له وحده جل وعلا ، ولا حكم لغيره ، فالحلال ما احله الله والحرام ما حرمه والدين ما شرعه والقضاء ما قضاه )) .
وقال رحمه الله : (( اي لا تشرك يا نبي الله ، ولا تشرك ايها المخاطب احدا في حكم الله جل وعلا )) .

يقول الله تعالى : { ان الحكم إلا لله امر ألا تعبدوا إلا اياه } .
ويقول : { ان الحكم إلا لله عليه توكلت } .
ويقول : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } .
ويقول : { ذلك بانه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير } .
ويقول : { كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون } .
ويقول : { افغير الله ابتغي حكما وهو الذي إليكم الكتاب مفصلا } .
ويقول تعالى : { افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون }.

ولا يجتمع إيمان بالله وتحاكم إلى غيره ، يقول عز وجل : { ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } ، ويقول : { الم تر إلى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا } .
يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسير هذه الآية : (( وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الامر لعدي ابن حاتم لما سئله عم قوله تعالى { اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله } انهم احلوا لهم ما حرم الله وحرموا عليهم ما احل الله فاتبعوهم في ذلك ، وان ذلك هو اتخاذهم اربابا )) .
ويقول في موضع اخر - رحمه الله - في اضواء البيان : (( اشار إلى انه لا يؤمن احد حتى يكفر بالطاغوت ، لقوله { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى } ، ومفهوم الشرع ان من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى ، فهو بمعزل عن الإيمان ، لان الإيمان بالله هو العروة الوثقى ، والإيمان بالطاغوت يستحيل اجتماعه مع الإيمان بالله أو ركن منه ، هذا هو صريح قوله تعالى { فمن يكفر بالطاغوت } . . )) .

يقول ابن القيم رحمه الله : (( ثم اخبر سبحانه ان من تحاكم او حاكم إلى غير ما جاء به الرسول فقد حكم الطاغوت وتحاكم إليه ، والطاغوت : كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع ، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله تعالى ورسوله ، او يعبدونه من دون الله ، او يتبعونه على غير بصيرة من الله )) . ( اهلام الموقعين الجزء الاول ) .

يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله ، في تفسير { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } : يفهم من هذه الآية الكريمة انه لا يجوز التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقد وضح الله تعالى هذا المفهوم موبخا المتحاكمين إلى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، مبينا ان الشيطان اضلهم ضلالا بعيدا ، بقوله : { الم تر إلى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل إليك . . الآية } . . . )) . ( اضواء البيان الجزء الاول ) .
ويقول : (( بعد هذه النصوص السماوية التي ذكرناها يتبين لنا غاية البيان ان الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان ، مخالفة لما شرعه الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، وانه
لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله على بصيرته ، واعماه عن نور الوحي مثلهم )) . ( اضواء البيان جزء 4 ص 83 ) .

يقول الإمام القرطبي : (( قال ابو علي : ان من طلب غير حكم الله من حيث لم يرضى به فهو كافر )) . ( ص 2185 ) .

قال ابن تيمية رحمه الله : (( ومعلوم بالضطرار من دين المسلمين ، وباتفاق جميع المسلمين : ان من سوغ اتباع غير دين الإسلام ، او اتباع غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ) . ( الفتاوي الكبرى جزء 4 ) .

يقول ابن كثير رحمه الله ، في قوله تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } : (( يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة انه لا يؤمن احد حتى يحكم الرسول في جميع الامور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب النقياد إليه ظاهرا وباطنا )) .
ويقول ايضا ، في تفسير { وما اختلفتم من شيء فحكمه إلى الله } : (( فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال ، ولهذا قال تعالى : { ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر } اي ردوا هذه الخصومات إلى الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ، فدل على ان من لم يتحاكم إلى الكتاب والسنة ولم يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمنا بالله وباليوم الاخر )) .
ويقول ايضا : (( فمن ترك التشريع المحكم المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة فقد كفر ، فكيف بمن يتحاكم إلى الياسق و قدمها عليها ،
لا شك ان هذا يكفر بإجماع المسلمين )) .

يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله ، في تفسير { فاولئك هم الكافرون } : (( الظاهر المتبادر من سياق الآيات انها نازلة في المسلمين ، لانه تعالى قال قبلها مخاطبا مسلمي هذه الامة { فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا ياياتي ثمنا قليلا } ثم قال { ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون } . . . )) . ( اضواء البيان الجزء2 ) .

يقول القرطبي في احكام اقرآن ، نقلا عن القاضي : (( ظاهر الآيات يدل على ان من فعل مثل ما فعلوا - اي اليهود - واخترع حكما يخالف به حكم الله يعمل به فقد لزمه ما لزمهم من الوعيد المذكور . . /محاسن التاويل )) .

بعض العلماء يقولون ان آية { ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون } عامة في كل من لم يحكم بما انزل الله ، وبه قال السدي ، وقال ابن مسعود : هذه الآيات الثلاث عامة في اليهود وفي هذه الامة ، فكل من ارتشى وحكم بغير حكم الله فقد فسق وظلم وكفر .

هناك قوله يقولها - بعض الناس - " كفر دون كفر " ، نعم قال ابن عباس رضي الله عنهما هذه القولة ، ولكن هذا الكفر الدون اسمه كفر ايضا ، ويقصد ابن عباس رضي الله عنهما : من عنده اصل التشريع هو الإسلام ، ولكن في مسئلة او مسئلتين او اكثر لهوى في نفسه ، وهو يعلم ان حكم الله هو الاولى وهو الاجدر وواجب الاتباع ، وهو يعلم انه مقصر مذنب ، هذا اسمه كفر دون كفر ولا يخرج به من الملة .
ولهذا يقول ابن ابي العز رحمه الله في شرح الطحاوية : (( وإن اعتقد وجوب الحكم بما انزل الله وعدل عنه مع اعترافه بانه مستحق للعقوبة ، فهو عاص ، ويسمى كفرا مجازيا او كفر اصغر )) .
قال ابن القيم : (( فإن اعتقد وجوب الحكم بما انزل الله فعدل عنه فهذا كفر اصغر )) .( مدارج السالكين ) .

اما الذين يسوغون للناس حكما بغير ما انزل الله بصورة قوانيين وضعية - حتى وان وافق بعضها بعض ما انزل الله - فهذا ارتداد عن الدين بإجماع المسلمين ، وكلام العلماء يدل على ان الحاكم الذي لا يحكم بما انزل الله يكون مجرما فاسقا ظالما كافرا كفر اصغر غير مخرج عن الملة مادام تتحقق فيه الشروط التالية :

1- ان يكون الحكم في قضية معينة - واحدة - وليس منهج وسنة حياة .
2- ان يعتقد وجوب الحكم بما انزل الله في هذه الواقعة التي لم يحكم فيها بما انزل الله .
3 - ان لا يعتقد انه مخير بالحكم او عدم الحكم بما انزل الله ، مع تيقنه ان الحكم لله .
4 - ان يعتقد انه مرتكب حراما ، فاعل قبيحا .

اما اذا اتى بشرع جديد من وضعه او وضع غيره فانه يكون مبدلا منحيا لحكم الله ، ولا يدخل تحت هذا القسم مطلقا .

يقول ابن القيم رحمه الله : (( وان اعتقد انه غير واجب ، وانه مخير فيه مع تيقنه انه حكم الله فهذا كفر اكبر )) . ( مدارج السالكين) .

ويقول شارح الطحاوية : (( وهنا امرر يجب ان يتفطن له ، وهو ان الحكم بغير ما انزل الله قد يكون كفرا ينقل عن الملة ، وذلك بحسب حال الحاكم ، فإنه ان اعتقد ان الحكم بغير ما انزل الله غير واجب وانه مخير فيه ، او استهان به مع تيقنه انه حكم الله فهذا كفر اكبر )) .

وهناك كلام للشيخ احمد شاكر رحمه الله - طويل اختصر منه - يقول : (( ان اكثر الامم الإسلامية تكاد تندرج في هذه القوانيين المخالفة للشريعة والتي هي اشبه شيء بذلك الياسق الذي صنعه رجل كافر ظاهر الكفر ، هذه القوانيين يتعلمها ابناء المسلمين ثم يجعلون مرد امرهم إلى هذا الياسق العصري ، ويحقرون من يخالفهم في ذلك ويسمون من يدعوهم إلى الاستمساك بدينهم رجعية إلى غير ذلك من الالفاظ البذيئة ، بل انهم ادخلوا ايديهم إلى ما بفي من الحكم من التشريع الإسلامي يريدون تحويله إلى ياسقهم الجديد بالمكر والخديعة تارة وبما ملكت ايديهم من السلطات تارة ، ويصرحون ولا يستحيون في انهم يعملون على فصل الدين من الدولة . . . افيجوز اذن لاحد من المسلمين ان يعتنق هذا الدين الجديد اعني التشريع الجديد او ان يلي رجل مسلم القضاءفي ظل هذا الياسق العصري وان يعمل به ويعرض عن شريعة الله البينة ؟! . . . ما اظن ان رجلا مسلم يعرف دينه ويؤمن به جملة وتفصيلا ويؤمن بان هذا القرآن انزله الله على رسوله كتابا محكما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبان طاعته وطاعة رسوله الذي جاء به واجبة قطعية الوجوب في كل حال ، ما اظنه يستطيع إلا ان يجزم غير متردد ولا متاول بان ولاية القضاء في هذه الحالة باطل بطلان اصلي لا يلحقه التصحيح الإجازة . . . ان الامر في هذا القوانيين واضح وضوح الشمس : هي كفر بواح ، ولا عذر لاحد ممن ينتسب إلى الإسلام كائنا من كان في العمل بها او اقرارها ، فليحذر كل امرؤ لنفسه ، وكل امرؤ حسيب نفسه )) . ( عمدة التفسير جزء 4 ص172-173 ) .

والنصوص كثيرة ، ولكني اكتفي بهذا .

رابعا : قضية الاسماء والصفات : يقولون ان الذي يقول ان الله في السماء فقد كفر ! ولا يجيزون - لذلك - ان يقال : اين الله ؟
- وهذا عجيب - فقد ثبت ليس بقول مئة او مئتين ، بل قول ائمة الإسلام قاطبة ان الحق الذي عليه اهل السنة والجماعة : ان الله عز وجل في السماء ، كما صرح بنفسه ، وبانه بائن من خلقه .
وثبت في الحديث - الذي هو صحيح عند ائمة الحديث - ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل الجارية : ( اين الله ؟ ) فقالت : في السماء ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من انا ؟ ) قالت : انت رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اطلقها فانها مؤمنة ) - سبحان الله أهؤلاء اعلم ؟ ام رسول الله صلى الله عليه وسلم -
رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع لنا ان نختبر الاعتقاد بهذا السؤال ، وهؤلاء يقولون لا يجوز ان تقول اين الله ؟ .
وبعضهم يقول : ان هذه المرأة كانت من العوام - لا تفهم - ، وهذا اتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه يقر الكفر في مجلسه ، حاشاه صلى الله عليه وسلم

قضية الفوقية : هناك مثل عقلي يضربه ابن ابي العز شارح الطحاوية - ولله المثل الأعلى - : لو ان احدنا معه شيء ووضعه في يده ، أيكون ماسك الشيء داخل فيه أم بائن منفصل عنه فوقه ؟ -إذا كان هذا في حق البشر ، فكيف بالمولى عز وجل وهو يقول :{ والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه } .

الله عز وجل فوق المخلوقات ، يقول تعالى : { وهو القاهر فوق عباده } . ويقول : { يخافون ربهم من فوقهم } .

ومن الحديث ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي يرويه ابو هريرة في البخاري وغيره : (( لما قضى الله الخلق كتب في كتاب العلم ، فهو عنده فوق العرش ، ان رحمتي غلبت غضبي )) .

وقال : (( بينما أهل الجنة ، إذ سطع لهم نور ، فرفعوا إليه رؤوسهم ، فإذا الجبار جل جلاله قد اشرق عليهم من فوقهم وقال : يا أهل الجنة سلام عليكم . ثم تلا قوله تعالى { سلام قولا من رب رحيم } )) .

وأخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير { هو الأول والاخر والطاهر والباطن } : (( انت الأول فليس قبلك شيء ، وانت الاخر فليس بعدك شيء ، وانت الظاهر فليس فوقك شيء ، وانت الباطن فليس دونك شيء )) . - والمراد بالظهور هنا هو العلو -

وأخرج ابو داوود رحمه الله : انه اتى اعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله جهدت الانفس وهلكت الاموال فاستسق لنا ، فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ويحك اتدري ما تقول ؟! )) ثم سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه ، ثم قال : (( ويحك انه لا يستشفع بالله على احد من خلقه ، شأن الله اعظم من ذلك ، ويحك اتدري مالله ، ان الله فوق عرشه ، وعرشه فوق سمواته ، وإنه ليئط به اطيط الرحل الجديد بالراكب )) .

وقصة سعد بن معاذ في بني قريظة ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ لما حكم في مكقاتلة بني قريظة : (( لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات )) . - هذا الحديث متفق عليه -

وفي البخاري عن زينب ، انها كانت تقول : ( زوجكن اهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سموات ) .

وعن عمر رضي الله عنه ، انه مر بعجوز فاستوقفته فوقف معها يحدثها ، فقال رجل : يا امير المؤمنين حبست الناس بسبب هذه العجوز ؟! فقال : ( ويحك اتدري من هذه ؟! هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات ، هذه خولة التي انزل الله فيها { لقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما } ) .

وعن عكرمة عن ابن عباس في قوله { ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم } ، قال : ( ولم يستطع ان يقول " من فوقهم " لانه قد علم ان الله سبحانه وتعالى من فوقهم ) .

والاحاديث والآيات التي وردت في قضية الفوقية لا تنحصر ، ولا ريب ان الله تعالى لما خلق الخلق لم يخلقهم في ذاته المقدسة -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - فتعين انه خلقهم خارج عن ذاته .
والمسلمون يدعون ربهم من فوقهم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو - ويشير باصبعه إلى السماء - : (( اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد )) .
ونحن نقول في سجودنا : سبحان ربي الأعلى .
ويقول تبارك وتعالى : { امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فإذا هي تمور } - هم يقولون ان من في السماء هم الملائكة !عجيب والله امر هؤلاء -
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : (( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) ، من الذي في السماء الذي يرحم الذين هم على الارض ؟ - ومن هنا لا تفيد الظرفية وإنما تفيد " على " ، أي على السماء ، والسماء : هي كل ما علاك -

وقد جمع ابن القيم في كتابه " اجتماع الجيوش الإسلامية على عزو المعطلة والجهمية " اقوالا عديدة ، لو سردتها لطال بنا المقام ولكن اذكر اقوالهم على العموم :
من اقوال المولى عز وجل كثير ، والاحاديث كثيرة ايضا .
من اقوال الصحابة : قول لابي بكر ، قول لعمر ، قول لعبد الله بن رواحة ، قول لعبد الله بن مسعود ، قول لعبد الله بن عباس ، قول لعائشة ، قول لزينب ، قول ابي امامة الباهلي ، اقول للصحابة كلهم جميعا رضي الله عنهم .
من اقوال التابعين رحمهم الله : قول لعكرمة ، قول لقتادة ، قول لكعب الاحبار ، قول مقاتل ، قول للضحاك ، قول للحسن ، قول لمالك بن دينار ، قول للربيعة بن عبد الرحمن ، وغيرهم الكثير .
من اقوال تابعي التابعين : قول لعبد الله بن المبارك ، قول للاوزاعي ، قول لحماد بن زيد ، قول لسفيان الثوري ، وغيرهم .
وهناك اقوال للائمة الاربعة رحمهم الله ، قول للامام مالك الصغير ، قول للقاضي عبد الوهاب ، قول حجة الإسلام ابي احمد بن الحسين .
من اقوال ائمة اهل الحديث : قول لابي هريرة ، قول لسعيد بن عامر ، قول لعاصم بن علي شيخ البخاري ، قول لاسحاق بن راهوييه ، قول للبشر ابن الوليد ، قول لابن عينية ، قول ليحيى بن معين ، قول لعبد الوهاب الوراق ، قول لابي زرعة ، قول لابي حاتم ، قول لمحمد بن اسماعيل البخاري ، قول لمسلم بن الحجاج ، قول لابن عيسى الترمذي قول للصابوني ، قول لابي جعفر الطحاوي ، قول لزكريا بن يحيا .
ومن اقوال ائمة التفسير : قول لابن عباس ، قول لابن مسعود ، قول لمجاهد ، قول لقتادة ، قول لعكرمة ، قول لمقاتل ، قول لبشر بن الحميد ، قول للبغوي ، قول للقرطبي ، قول للطبري .
من اقوال ائمة اللغة : قول لمحمد بن الاعرابي ، قول للخليل ابن احمد شيخ سيبويه ، قول للاعمش . . . إلى اخره

ايكون كل هؤلاء وغيرهم كثير يقولون بان الله في السماء بائن من خلقه - كما قدمنا بالادلة - ويأتي اناس يزعمون ويقولون : ان الذي يقول ان الله في السماء - كما قال الله عز وجل - هو كافر ؟!

قضية اخرى - وهي ليست الاخيرة عند هؤلاء - قضية تهجمهم على علماء الامة الافذاذ : ونخص بالذكر ابن تيمية رحمه الله وسيد قطب رحمه الله .

الشيخ ابن تيمية ، موقفه من هؤلاء الرفاعية قديما ماذكرت ، فهم يبغضون ابن تيمية لانه كان يواجه الذين ينصرون عقيدة ابن عربي لعنه الله في وحدة الوجود ، ولان له اقوال تدمر وتدمدم على كراسي اي حكم لا يحكم بنا انزل الله - الامر الذي يعارض السبب في ايجاد هذه الطائفة هذه الايام تحديدا - لذا لا بد من الطعن فيه !- وكل امام وعالم يتكلم في قضية الحاكمية يرمونه بهذه الاتهامات ويكفرونه -

ويتهمون شيخ الإسلام بجملة اتهامات - حصرها الاخ دمشقية - يتهمون بها شيخ الإسلام كذبا وزورا ، وقد وفقت في تعقب بعض هذه الاقوال والاتهامات الباطلة التي يدعونها ، فوجدتها كلها كاذبة .
ابهذا البرود يدعون الكذب عليه ، وكتبه موجودة ؟!

لكن من هم هؤلاء الذين يطعنون في ابن تيمية ، امام هؤلاء الذين اثنوا عليه من علماء الامة الافذاذ ؟ فقد شهد العديد من الائمة المعتبرين بصلاح حال ابن تيمية وتفرده بسعة علمه واجتهاده واقتفائه اثر السلف الصالح ، حتى قالوا : كأن السنة نصب عينيه . من هؤلاء :

الشيخ محمد بن ناصر الدين الدمشقي الشافعي ، حتى انه ألف كتابا بعنوان " الرد الوافر على من زعم ان من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر " ، اورد فيه شهادات لناس من كبار الائمة في الثناء على ابن تيمية .
ايضا من هؤلاء : الحافظ ابن حجر العسقلاني ، الذي اثنى على ابن تيمية في " الدرر الكامنة " ودعى له بالرحمة ، فقال : ( قال شيخ شيوخنا الحافظ البزي في ترجة ابن تيمية : ان تكام في التفسير فهو حامل رايته ، وان افتى في الفقه فهو مدرك غايته ، وفي الحديث هو صاحب علم وذو رايته ، برز على افذاذ جنسه ) .
والشيخ ملا بن علي القارئ كان يذود عنه وعن تلميذه ابن القيم ، ويقول : ( من طالع " مدارج السالكين " تبين له انهما من كبار أهل السنة والجماعة ) . والحافظ عمر بن علي البزار له كتاب اسمه " الاعلام العلية في مناقب ابن تيمية " .
الشيخ محمد بن عبد الله القدسي ، قال : ( والله ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى ، يصده هواه عن الحق بعد معرفته به ) - وقد صدق والله -
واثنى على ابن تيمية ابن سيد الناس، وكذلك الحافظان ابن كثير الذي اوضح في كتبه عقيدة الإمام وعلمه وكيد الحاسدين له ، والحافظ ابن رجب ، الذي قال : ( هو الإمام الفقيه المجاهد المحدث الحافظ الزاهد تقي الدين ابن العباس شيخ الإسلام وعلم الأعلام ، كان رحمه الله فريد دهره في فهم القرآن ومعرفة حقائق الإيمان ) .
شرف الدين المقدسي ، الذي كان يفتخر بابن تيمية وصحبه .
وابن عبد الهادي له كتاب اسمه " العقود الدرية في مناقب ابن تيمية "
والحافظ العلالي ، قال : ( اللهم متعنا بعلومه الفاخرة ، وانفعنا به في الدنيا والاخرة ) .
وكذلك عمر بن سعد والشيخ قاسم الحنفي وإمام الحنفية بدر الدين ، ومحمد ابن احمد العيني ، حتى انه قال : ( من قال ابن تيمية كافر فهو الكافر حقا ، ومن نسبه إلى الزندقة فهو زنديق ، وكيف ذلك وقد طارت تصانيفه في الآفاق وليس فيها شيء مما يدل على ذلك والشقاق ) .
كذلك السخاوي الذي ظل يحتج باين تيمية في نقد الروايات تصحيحا وتضعيفا ، والسيوطي كذلك .

سبحان الله كل هؤلاء ، وهذا المجرم - الحبشي - يقول : وهذا الذي يلقبونه بشيخ الإسلام ! من هؤلاء الذين لقبوا ابن تيمية بشيخ الإسلام !!

والسيوطي قال عن ابن تيمية : ( شيخ الإسلام ، الحافظ الفقيه المجتهد المحدث البارع ، شيخ الإسلام ، نابغة العصر ، علم الزهاد) .

الذهبي رحمه الله إذا ما ذكر ابن تيمية يقول : شيخنا ، ويقول : شيخ الإسلام ، ويقول في الجرح والتعديل : ( توفي بالقلعة ، شيخ الإسلام تقي الدين أحمد ابن عبد الحليم ابن تيمية الحراني ، عن سبع وستين سنة واشهر ، وشيعه خلق أقل ما قدروا بستين الفا ، ولم يترك بعد من يقاربه في العلم والفضبل ) .
ويقول في تذكرة الحفاظ : ( كان من بحور العلم ، ومن الاذكياء المعدودين والزهاد والاخيار والشجعان والكرماء الاجواد ، وسارت بتصانيفه الركبان ، وقد امتحن واوذي وحبس بقلة الاسكندرية والقاهرة ومصر مرتين وبها توفي ، ثم جهز واخذ إلى جامع البلد فشهده امم لا يحصون حددوا بستين الفا ، ما رأيت مثله ) .
والحافظ ابن رجب ينقل عن الذهبي ، ان ابن تيمية كان : ( امام متبحرا بعلوم الديانة ، صحيح الذهن ، كثير المحاسن ، لا لذة له إلا في نشر العلم وتبليغه ما استطاع ) .

فأمام هؤلاء العلماء الأفذاذ من هذا يا ترى الذي يتقول على ابن تيمية ، أين الثرى من الثريا ؟! واين الجوزاء من موطئ النعال ؟!

يقول البوطي : ( نحن نعجب عندما نجد غلاة يكفرون ابن تيمية رحمه الله ويقولون انه كان مجسما ، ولقد بحثت طويلا علي اجد الفكرة أو الكلمة التي كتبها أو قالها ابن تيمية والتي تدل على تجسيمه ، فلم اجد كلاما في هذا قط ! كلما وجدته انه في فتواه يقول : ان لله يدا كما قال ، واستوى العرش كما قال ، وله عين كما قال ) ، واضاف : ( ورجعت إلى اخر ما كتبه ابو الحسن الاشعري - اي كتاب الابانة ، والذي يطعنون في ابن تيمية يقولون نحن اشاعرة - فرائيته كما يقول ابن تيمية ) ، وانتهى إلى القول : ( اذن فلماذا نحاول ان نعظم وهما لا وجود له ؟! ).

ومن جملة هذه الافتراءات على ابن تيمية ، قصة يرونها عن ابن بطوطة ! ، وابن بطوطة هذا ليس من علماء الحديث الرواة ولم يدرس عند علماء الجرح والتعديل - وقد حقق بعضهم كتابه وكذب هذه المقولة عن ابن بطوطة ، وقال هذه مكذوبة عنه وهي إضافة لإنسان ذكر اسمه - فكان هذا محض افتراء على شيخ الإسلام رحمه الله ، فإنه كان قد سجن بقلعة دمشق قبل مجيئ ابن بطوطة باكثر من شهر ، فقد اتفق المؤرخون انه سجن بالقلعة لاخر مرة في اليوم التاسع من شعبان سنة 29 ولم يخرج إلا ميتا - وهذا ما نطق به ابن كثير والحافظ ابن رجب والحافظ عبد الهادي ، بينما ذكر المؤرخ في صفحة 202 من كتابه انه وصل دمشق في التاسع من رمضان .
كما ان ابن تيمية كان واعظا ، وكان يدرس جالسا على كرسي ، وكان خطيب المسجد الأموي في ذلك الوقت قاضي القضاة - اي انه لم يقف على المنبر في ذلك الوقت لما كان قاضي القضاة خطيبا -

وهم ودائما ينسبون إلى ابن تيمية كلام في قضية التشبيه ، بل الحق ان ابن تيمية يكفر هؤلاء الذين يشبهون - سبحان الله القول الذي يكفر من قاله ، نسبوه إليه - يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى جزء 11 ص 482 : ( فمن قال ان علم الله كعلمي او قدرته كقدرتي او استواءه على العرش كاستوائي أو " نزوله كنزولي " او اتيانه كاتياني ، فهذا قد شبه الله بخلقه تعالى عما يقولون ، وهو ضال مفسد خبيث بل كافر ) .
هذا قول ابن تيمية ، فكيف يقولون : قال ابن تيمية نزول الله كنزولي هذا ؟!

كذلك يقولون ان ابن تيمية يصف لله حدا ! ، وهذا جهل من هؤلاء الذين يقولون هذا على ابن تيمية رحمه الله ، وكان على هذا الذي يقول على ابن تيمية هذه القولة ان يعرف موقفه رحمه الله من هذا فقد شرحه في مواطن كثيرة ، فقال في الرسالة التدمرية : ( ان كان المراد من معناه ان الله تحده المخلوقات ، فالله اعظم واكبر بل قد { وسع كرسيه السموات والارض } ، وقال تعالى { والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه } ، وفي حديث ابن عباس : ( ما السموات السبع والارضون السبع ومن فيهن في يد الرحمن إلا كخردلة في يد احدكم ) . . . وان اراد ان الله منحاز عن المخلوقات اي مباين لها منفصل عنها ليس حال فيها - ولو قيل غير هذا لقلت ان الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا يحل في الكلاب والخنازير - فهو سبحانه كما قال ائمة اهل السنة والجماعة فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ) .
ويقول : ( ومن قال ان الله متحيز على معنى ان المخلوقات تحده او تحيط به فقد اخطأ ، ومن قال - ان الله لا داخل في المخلوقات ولا خارج عنها - فقد اخطأ ) .

كذلك يقولون انه يقول بفناء النار ، وهذه اشاعة يشيعها عنه مبغضيه رحمه الله ، وكلام كاذب وباطل ، وكتبه نصت على دوام النار إلى الابد ، يقول رحمه الله : ( وقد اتفق سلف الامة وائمتها وسائر اهل السنة والجماعة على ان من المخلوقات من لا يعدم ولا يفتى مثل الجنة والنار والعرش ، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ، وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع سلف الامة وائمتها ) . ( مجموع الفتاوي جزء 18 ص 307 ) . - فكيف يتقولون على شيخ الإسلام انه قال بفناء النار ، حسبنا الله ونعم الوكيل -
وقال : ( قال اهل الإسلام جميعا : ليس للجنة والنار اخر وإنهما لا تزالان باقيتين ، لا يزال اهل الجنة يتنعمون واهل النار يتعذبون ، ليس لذلك اخر ) . ( درء التعرض جزء2 ) . وقال في تلبيس الجهمية : ( وقد اخبر الله ببقاء الجنة والنار بقاء مطلق ) .
زيقول ايضا : ( والجهم يقول بفناء الجنة والنار ، وخالفه جماهير المسلمين ) . ( الفتاوي جزء 8 ، ومنهاج السنة في ثلاث مواضع ) .
هذا قول ابن تيمية رحمه الله وتبعه في هذا تلميذه ابن القيم رحمه الله .

فبعد هذا ، اي كلام تسمعونه عن ائمة المسلمين - خاصة عن ابن تيمية - فابدأوا أولا بالسؤال : " من اين جئتم بهذا ؟ نريد المصدر " وستجدونه عكس ما قيل .

اما من موقفهم من الشيخ سيد قطب رحمه الله : ، فقد رأيت في احدى مجلاتهم مقال كبير للتحذير من كتاب في ظلال القرآن ، لانه يقول ان الله في كل مكان ! ، ورأيت الفقرة التي ذكرها الشيخ سيد قطب رحمه الله ، ووجدتها تقول غير هذا تماما ، لانه يعني ان الله معه ، وهو معكم اينما كنتم بعلمه ورعايته ، وهي المعية الخاصة التي تفيد النصر والرعاية .

ويقول ان الشيخ سيد قطب رحمه الله قال : " الريشة المبدعة " وهو رحمه الله كان اديبا ، وقد اقتبس هذه اللفظة من قوله تعالى : { وهو الذي صوركم فاحسن صوركم } .
ومع هذا اترون هذه اللفظة تنقيصا لله عز وجل ، ولا ترون تنقيصا لله عز وجل انه ينزل شرعة على رسوله وتدنس ، ويأتي الحكام - المرتدون - ويدنسونها وتقولون انهم ليسوا بكفار وان الذين يخرجون عليهم - خوارج - ؟!
اليس تنقيصا لله عز وجل ان يقف العبد على قبر ويدعو ويستغيث ؟!
اهذا تنقيص ام ذاك ؟!

والسؤال : لماذا سيد قطب ؟ لان سيد قطب يقض مضاجع - المرتدين - الذين جاءوا بهؤلاء - خاصة هذه الايام - كي ينغصوا على الناس دينهم .

وهناك قضايا اخرى كثير ة عندهم مثل القول ان القرآن ليس كلام الله ، وإنما هو عبارة عن كلام الله ! ، وان الله ليس قادر على كل شيء لانه يكون بهذا قادرا على نفسه ! - جمعوا بين الجهل والصفاقة وقلة الحياء والعمالة -

اخيرا اقول : ان من اعتقد هذا الاعتقاد ، مصوب لتلك الطريقة : خارج عن الملة ، وشيخهم هذا - والله اعلم - زنديق .

وقال الشيخ ابن باز في فتوى له تحت رقم 2392/2 : ( هذه الطائفة معروفة لدينا ، فهي طائفة ضالة ، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله ، والواجب مقاطعتهم وانكار عقيدتهم الباطلة ، والتحذير منهم ومن الاستماع لهم او قبول ما يقولون ) .

وانا اقول بعد ما قدمناه : احذروا هؤلاء الناس.