عداء الشيعة الزيدية لأهل السـنة

من المعروف أن فرق الشيعة تنقسم إلى ثلاث أقسام:

1 - الزيدية و هم لا يسبون أبا بكر و عمر و لا يكفرونهم إنما يفضلون علي عنهم إلا فرقة الجارودية منهم ، و هم أقرب الفرق إلى المسلمين و ليسو مسلمين لأنهم يسبون أم المؤمنين عائشة و قد سبق و بينا إجماع علماء المسلمين على كفر من يسب أمهات المؤمنين. و يعيشون في اليمن.

2 - الرافضة و يسمون أيضاً الإمامية الإثني عشرية و أحياناُ الجعفرية و يعيشون في إيران و جنوب العراق و جنوب لبنان و بعض سواحل الخليج العربي و أذربيجان و بعض المناطق في باكستان و الهند و أفغانستان.

3- الباطنية و منهم القرامطة و النصيرية في سوريا و تركيا و الدروز في سوريا و لبنان و فلسطين و الإسماعيليون البهرة في الهند.

و فيما يلي تبيان لتاريخ الزيدية و عداءهم لأهل السنة في اليمن:

لما أراد الترك الجلاء عن بلاد اليمن عام 1337هـ خشي الشوافع ( أهل السنة ) – و هذا المصطلح يرد كثيراً عند ذكر أحداث اليمن والخلافات القائمة بين السنة والزيدية ، و في رأيي أن إطلاق هذا المصطلح ( الشوافع ) يعمي عن الحقيقة ، فيجعل من الزيدية مذهباً خامساً كما يريده أهلها فعلاً و ليس فرقة كما هو معروف – من سيطرة الزيدية على بلادهم ، حيث كانوا يسيطرون على مقاليد الحكم وقتها . يقول العبدلي مؤرخ حضرموت : و لما تحقق اليمانيون الشافعية جلاء الأتراك عن البلاد اليمانية ذعروا ، و جاء كثير من أعيان اليمن الأسفل .. إلى عدن يستفهمون عن مصيرهم ، فلم يوافق طلبهم هوى الباعة ، و أعرض عنهم الوكيل السياسي في عدن ، و عادوا خائبين ، و لم يعنهم الأتراك على نيل أمانيهم بل أعانوا الإمام عليهم . و حاول بعض الشافعية المقاومة فلم تتحد كلمتهم و ساق الإمام جيشاً من قبائل الزيدية و ضباط الأتراك على حبيش ، فنشبت معارك دموية استدامت ستة أشهر هزم بعدها الشوافع و أذعن الجميع لحكم الإمام والسيطرة الزيدية على كره منهم . و عندما قام الصلح بين الشيخ محمد بن صالح الأخرم من مشايخ الشافعية و مندوب الإمام يحيى ، لم يعد الشيخ محمد إلى بلاده حتى وضع أعز أقاربه رهينة ، و لم تمض أشهر حتى ملأ السيد يحيى أمير جيش قعطبة السجون من أبناء الأشراف و غيرهم ، يسوقهم العريفة بالحبل و السوط مكبلين بالحديد كالمجرمين و أذاقوهم من سوء المعاملة و الغطرسة مالا يتحمله الأحرار ، بل ما دونه حريق النار ، ولم ينج من سوء المعاملة حتى الشيخ محمد نفسه ؛ اعتقلوه سبعة أشهر ولم يرحموا ضعفه و لا شيخوخته . و لم يتمكن أمراء الشوافع من طرد الزيود من بعض المدن إلا بمساعدة الطائرات الإنجليزية . هدية الزمن في أخبار ملوك لحج و عدن ( ص 263 ، 277 ، 286 ) .

و هكذا وقع الشوافع ( السنة ) بين فكي كماشة حيث كان الزيود واضطهاداتهم من جانب و نيران الحامية التي كانت تمطر بها قراهم من قبل الطائرات الإنجليزية بسبب ملاحقة الزيود من جانب آخر .

ولا غرابة من وقوف الشوافع ( السنة ) مع الدولة العثمانية السنية في وجه القوات الزيدية ، و على كل حال فمهما بلغت مظالم الأتراك فلا تعد شيئاً في مقابل مظالم الزيدية الشيعية ، و ما وقع من الزيود من ظلم و قتال وإخضاع للشوافع السنة منسجم تماماً مع ما آل إليه المذهب الزيدي عند المتأخرين من رفض و سب للصحابة رضوان الله عليهم ، و قد عانى علماء اليمن المتحررون من أغلال المذهب الزيدي كالصنعاني والشوكاني وغيرهما من غلو هؤلاء الزيدية في الرفض و حنقهم على الصحابة وكتب السنة .

و كانوا يرحبون بالشيوعية خاصة بعد رحيل الاستعمار – رحيل اسمي فقط – ينضمون إلى صفوفها من أجل ضرب أهل السنة ، فخيبهم الله ، فلا سَلِمَ لهم دينهم و لم يستطع الشيوعيون أن يحققوا لهم ما وعدوهم به من ضرب أهل السنة ، و لقد صدق أبو محمد ابن حزم – رحمه الله – حيث يقول : ما نصر الله الإسلام بمبتدع . فلو رأيت المخذولين من أهل صعدة يوزعون نسيخة الضليل المبتدع أحمد بن زيني دحلان ( فتنة الوهابية ) بل لقد جمعوا كتب الطاعنين في السنة حتى ولو كان المؤلف نصرانياً أو علمانياً ، المهم أن يكون فيها طعن على أهل السنة وعلى السنة ، فخيبهم الله .

وما يلاقيه شيخنا أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي – حفظه الله – و باقي طلبة العلم في اليمن في الوقت الحالي من التضييق و محاولا القتل المستمرة ، من قبلهم و من إخوانهم الصوفية ، لعرفت مدى الحقد الذي يحمله هؤلاء الرافضة عليهم من الله ما يستحقون ، و صدق والله ابن حزم – رحمه الله – حين يقول : إن الله ابتلى الإسلام بالصوفية و الشيعة . و الأمر كما قال ابن حزم - رحمه الله – ، فإن هاتين الطائفتين باب فتنة ، و آلة لكل مناوئ للإسلام .

فمن الكتب المفيدة التي تحدثت عن هذا الحقد الدفين و عن خبثهم :-

1 – كتاب المواهب في الرد على من قال بإسلام أبي طالب ، تأليف : أبي عبد الله قاسم بن أحمد بن سيف اليماني ، قدم له : فضيلة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، نشر : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع ، القاهرة .

و هو من أجمل وأفضل الكتب التي تناولت القضية التي يتشدق بها الصوفية والرافضة حول نجاة أبي طالب و أبوي النبي صلى الله عليه وسلم . و فيه رد على الكثير من شبه القوم .

2 - كتاب المخرج من الفتنة ، تأليف : أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي ، الناشر : دار الحديث بدماج .

و هذا الكتاب أيضاً من أجمل الكتب التي تناولت الرد على شبه الرافضة ، و عقد مؤلفه فيه فصلاً تحدث فيه عن الزيدية و مذهبهم ( ص 80 – 83 ) .

3 - كتاب رياض الجنة في الرد على أعداء السنة ، للشيخ مقبل بن هادي الوادعي ، نشر : مكتبة ابن تيمية القاهرة ، توزيع : مكتبة العلم بجدة .

و هو كتاب أكثر من رائع تحدث فيه مؤلفه - حفظه الله – عن الكثير من الشبه التي يحتج بها الرافضة و الصوفية القبورية ، و كذلك رد على الكثير من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، والتي يستدل بها الرافضة في نشر بدعتهم .

4 – و هناك كتاب : تاريخ المذاهب الإسلامية الجزء الأول في السياسة والعقائد ، للشيخ محمد أبو زهرة ، دار الفكر العربي . و هو كتاب جيد في بابه ، على الرغم من وجود بعض الانتقادات التي وجهت إليه .

5 - هدية الزمن في أخبار ملوك لحج و عدن : الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي ، المطبعة السلفية ، القاهرة .

هو كتاب نادر و ممتاز ، يتناول الموضوع في فترة الحكم العثماني و الاستعمار الإنجليزي ، و يوضح الصورة الصحيحة للمأساة التي عاشها الشعب اليمني تحت حكم هؤلاء القوم و عن كيفية تسلط الزيدية على أهل السنة هناك .