باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
الخوارج والشيعة نشأتهما فى وقت واحد، و من منبت واحد لكن كثير من أصولهم وغاياتهم تختلف. لذلك اتفقت الفرقتان فى أمور. و تباينتا فى أمور: فقد اتفق الرافضة و الخوارج على التالي:
الغلو:
فقد اتفقتا فى أصول
الغلو واختلفتا فى صوره ,فكان
غلو الخوارج فى تشددهم في الدين
والأحكام, والبراء وشدة الموقف
من المخالفين، و ما استلزمه ذلك
من التفكير والخروج و القتال
وكان غلو الشيعة فى الاشخاص حيث
غلو فى على رضي الله عنه وآل
البيت وغيرهم.
الجهل
والحمق وقصر النظر:
فكل الخوارج
والشيعه فيهم جهل وحمق وقصر نظر
غالبا ولا أدل على جهل الخوارج
من مواقفهم من الصحابة، و خروجهم
على الإمام والجماعة، و لا على
جهل الشيعة من غلوهم فى على رضي
الله عليه مع براءته من فعلهم و
تأديبه لطوائف منهم.
قلة
العلم الشرعي وضعف الفقه فى
الدين:
أما الخوارج فكانت
السمه الغالبة فيهم الاغترار
بالعلم القليل,وليس لهم جلد على
طلب العلم والرسوخ فيه. و أما
الشيعة فلا يطلبون العلم على
أهله، ولا يأخذونه عن أئمة السنة
و أغلب مصادر علمهم عن أهل الكذب
والوضع، وكلا الفرقتين لا يهتم
غالباً بالحديث والسنن إلا ما
يوافق أهواءهم.
مجانبة
السنة والخروج على جماعة
المسلمين وأئمتهم:
أما الخوارج فإنها
فارقت الجماعة فى الاعتقاد
والعمل, وخرجت على أئمة المسلمين
بالسيف. و أما الشيعة فإنها
فارقت الجماعة فى الاعتقاد و
العمل و ترى الخروج بالسيف لكنه
مشروط عندهم بخروج مهدييهم
الموهوم. و مع ذلك كانو يسارعون
فى الإسهام فى كل فتنة تضرّ
المسلمين.
ترك
العمل بالحديث و آثار السلف:
كل من الخوارج
والشيعة لا يعتمدون على السنة
الصحيحة أو أكثرها إلاّ فيما
يرون أنه يعضد أهواءهم. ويجانبون
آثار السلف.
فساد
الاعتقاد فى الصحابة:
أما الخوارج
فيكفرون بعض الصحابهة كعلي و
عثمان و معاوية و أبى موسى و
عمرو بن العاص رضى الله عنهم. و
أصحاب الجمل و صفّين أو أكثرهم. و
يسبون بعض السلف و يلزمونهم. و
أما الشيعة ( الرافضة ) فيكفرون
سائر الصحابه ولا يستثنون إلا
نفراً قليلاً، و يسبّون كل السلف
أئمّة الدين فضلاً عن سائر أهل
السنة.
تكفير
المخالف لهم من المسلمين:
الخوارج والشيعة
كلهم يكفرون المسلمين الذين
يخالفون و إن اختلفت أصول
التكفير وأسبابها عند كل فرقة.
فالخوارج كفروا بعض الصحابة
بسبب التحكيم، عمله أو إقراره. و
كفّروا مرتكب الكبيرة من
المسلمين، و كفّروا كل من خالفهم
و لم ينضم لمعسكرهم، على اختلاف
بينهم فى درجة الكفر ( كفر شرك أو
كفر نعمة ) . أما الرافضة فكما
كفّروا سائر الصحابة و زعموا
أنهم مرتدّين ( إلا نفراً
قليلاً لا يتجاوز السبعة عند
بعضهم ). و كلاهما كفرا سائر
المسلمين وعامّتهم.
قال شيخ
الإسلام:
"و أصل قول الرافضة: أن النبي
صلى الله عليه وسلم نص على علي
نصاً قاطعاً للعذر، و أنه إمام
معصوم ومن خالفه كفر، و أن
المهاجرين و الأنصار كتموا النص
و كفروا بالإمام المعصوم، و
اتبعوا أهواءهم و بدلوا الدين و
غيروا الشريعة و ظلموا و اعتدوا،
بل كفروا إلا نفراً قليلاً: إما
بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن
أبا بكر وعمر و نحوهما ما زالا
منافقين. و قد يقولون: بل آمنوا
ثم كفروا، و أكثرهم يكفر من خالف
قولهم و يسمون أنفسهم المؤمنين و
من خالفهم كفاراً، و يجعلون
مدائن الإسلام التي لا تظهر فيها
أقوالهم دار ردة أسوأ حالا من
مدائن المشركين و النصارى، و
لهذا يوالون اليهود و النصارى و
المشركين على بعض جمهور
المسلمين، و يوالون الإفرنج
النصارى على جمهور المسلمين، و
كذا يوالون اليهود على جمهور
المسلمين. و منهم ظهرت أمهات
الزندقة و النفاق، كزندقة
القرامطة الباطنية و أمثالهم، و
لا ريب أنهم طوائف المبتدعة عن
الكتاب و السنة، و لهذا كانوا من
المشهورين عند العامة بالمخالفة
للسنة، فجمهور العامة لا تعرف ضد
السني إلا الرافضي، فإذا قال
أحدهم: أنا سني فإنما معناه لست
رافضياً.
و لا ريب أنهم شر من الخوارج: لكن
الخوارج كان لهم في مبدأ الإسلام
سيف على أهل الجماعة. و موالاتهم
الكفار أعظم من سيوف الخوارج،
فإن القرامطة و الإسماعيلية و
نحوهم من أهل المحاربة لأهل
الجماعة، و هم منتسبون اليهم، و
أما الخوارج فهم معروفون
بالصدق، و الروافض معروفون
بالكذب. و الخوارج مرقوا من
الإسلام، و هؤلاء نابذوا
الإسلام."