بعد عشرون عاما من الثورة، يظل الحقد الفارسي

وصل النظام (الذي ادعى الخميني غلوا و زورا بأنه نجح فيما لم ينجح به النبي صلى الله عليه وسلم نفسه لأن المنافقين –يقصد الأصحاب رضي الله عنهم-لم يتركوه )، وصل الأمر إلى مرحلة خطيرة من رد الفعل الشعبي و الطلابي حيث نظم الطلاب -كما تنقل أسبوعية نيمروز الفارسية الصادرة من لندن رقم 537–مظاهرات صاخبة في يوم 23 من مايو-يوم انتخاب الخاتمي رئيسا-في جامعة طهران ، وهاجمتهم قوات الأمن التابعة لولاية الفقيه كالعادة !مما تسبب في جرح العشرات و إراقة دمائهم ، وألقوا القبض على عدد من الطلبة المتظاهرين ،ولكن الملفت للنظر :"أنه لأول مرة منذ سقوط الشاه ترفع شعارات المجوسية التي تمثل القومية الإيرانية القديمة قبل الإسلام "،وهذا دليل على أن المذهب الحاكم الذي يدعي أنه "أحق المذاهب و أصحها!!" فشل في كل شئ بسبب معتقداته الخرافية والغالية حيث كان رد فعل معتنقيه المعاكس هو العودة إلى ما قبل الثورة حيث كانت الثقافة الغربية المطعمة بالثقافة المجوسية هي الحاكمة ، ألا يدل هذا على صدق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول: (إن من أسباب خروج الملاحدة والزنادقة والفلاسفة المتحيرين ظنهم أن الإسلام هو ما عليه فرق أهل البدعة،ورأوا أن ذلك فاسد في العقل فكفروا بالدين أصلا،وقد دخل منهم على الدين من الفساد مالا يحصيه إلا رب العباد والنصيرية والإسماعيلية والباطنية –بل الشيخيةوالكشفية والبابية والعلمانية –من بابهم دخلوا، والكفار والمرتدة و التتار و الصليبيون بطريقهم وصلوا،فاستولوا على بلاد الإسلام و سفكوا الدم الحرام).

و لنعد إلى كلامنا حيث طبل إعلام المعارضة الإيرانية في الخارج ومعظمه متشبع بروح العلمانية والمجوسية ، وقد قال مهاجري نجاد –وكيل الاتحاد الوطني للطلاب– في خطابه في مظاهرات جامعة طهران، إن عمر الحضارة الإيرانية يمتد إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنة، والذين يريدون أن يتجاهلوا تاريخنا ويختصروه بألف و أربعمائة عام إنما يسعون إلى سحق هويتنا وإنهاء وجودنا! وتحديده 1400 عام بالرغم من أن كلام كوروش منقذ البشرية العظيم!!مكتوب على أبواب الأمم المتحدة حيث سوى بين البشرية ! ولما وصل مهاجري نجاد إلى هنا قاطعه الجمهور بالهتافات قائلين: السلام على كوروش باني تاريخ إيران…-و ألف شجاع الدين شفا كتابا حاول فيه جاهدا أن يمحو الشخصية الإسلامية من إيران ويركز ويبرز الشخصية المجوسية القديمة وينشر الكتاب متزامنا في كل من كيهان و نيمروز الفارسيتين في لندن

هذه هي نتيجة دولة الآيات الذين يعدون الناس بمهديهم الموهوم ،المنقذ الكبير للبشرية وكرد فعل فها هم الناس يهتفون لكوروش، ومسكين هذا الذي يفهم الإسلام من خلال ما يسمى بالتشيع، من أين لهم أن يقولوا إن الآيات المتاجرين بالدين-حسب تعبير البرقعي-أعادوهم إلى 1400 عام، بل كل هذا الفكر الطائفي و الديني الذي يسيطر على إيران و مواليها باسم التشيع لآل البيت المكرمين هو ترهات ابن سبأ و تشيع الكافي و المجلسي و الجزائري و أمثالهم من الذين حرفوا الكلم عن مواضعه، هو بعيد كل البعد عن الإسلام "الذي جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم"-قبل 1400 عاما،لكنه التطرف و الغلو و الأمية الدينية ،وعندما يئسوا من هذا المذهب ورأوا أن جعبته حقا فارغة بدل من أن يبحثوا في مصدري الإسلام الصحيح –الكتاب و السنة-عادوا مرة أخرى لرموز المجوس ، نكرر مرة أخرى أن الإسلام الخرافي الذي قدمه الآيات بالهراوات هو السبب في بعد الناس عنه وتفرقهم عن الحق وبحثهم عن بديل آخر يملأ كيانهم لأن تجار الدين يواجهون الفكر بالهراوات والاغتيالات أو الخرافات التي لا يقبلها عقل بل يزدريها الفكر السليم .