الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أبو الحسن الأشعري
رحمه الله .
نسبه : ينتهي إلى أبي موسى الأشعري
رضي الله عنه . الصحابي الجليل
مولده : ولد سنة (206هـ)
وفاته : سنة (324 هـ)
ـ أخذ علم الكلام من زوج أمه أبي علي
الجبائي شيخ المعتزلة
ولما تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه
الغاية كلن يورد الأسئلة على أستاذه
و لا يجد فيها جوابًا شافيًا فتحير في
ذلك .
ـ بداية هدايته واعتناقه لمذهب أهل
السنة.
قال رحمه الله عن نفسه ((وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه ، من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسأتل الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ، ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر .. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم { عليك بسنتي } فانتبهت ، وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار فأثبته ، ونبذت ما سواه ورائي ظهريًا ))
وقال الخطيب البغدادي في تاريخه : (( أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج ، وسائر أصناف المبتدعة)) ..إلى أن قال ((وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري حجزهم في أقماع السمسم ))
وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات : {ومما بيض به أبو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية ، فأبان به وجه الحق الأبلج ، ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج مناظرات مع شيخه الجبائي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مرآء}
وقال السبكي في طبقات الشافعية :{أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد واحدة لا شك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه ، وذكره غير ما مرة (من أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل ) هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه}
<< رجـــــــوع أبي الحسن الأشعري عن الاعـتـزال إلى عـقـيـدة السـلـف >>
قال ابن عساكر
الدمشقي في كتابه (التبيين):قال ابن
عزرة :
إن أبا الحسن الأشعري كان معتزليًا
وأنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين
سنة وكان لهم إمامًا ، ثم غاب عن
الناس في بيته خمسة عشر عامًا ، فبعد
ذلك خرج إلى الجامع بالصرة وصعد
المنبر ، بعد صلاة الجمعة وقال ((معاشر
الناس ، إني إنما تغيبت عنكم في هذه
المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة
ولم يترجح عندي حق على باطل ، ولا
باطل على حق ، فاستهديت الله تبارك
وتعالى ، فهداني إلى ما أودعته في
كتبي هذه وانخلعت من جميع ما كنت
أعتقده ، كما انخلعت من ثوبي هذا ـ
وانخلع من ثوب كان عليه ورمى به ـ
ودفع الكتب إلى الناس ، فمنها كتاب ((اللمع))
وغيره من تواليفه ، فلما قرأ تلك
الكتب أهل الحديث والفقه من أهل
السنة والجماعة ، أخذوا بما فيها
وانتحلوه ، واعتقدوا تقدمه واتخذوه
إمامًا حتى نسب مذهبهم إليه ، فصار
عند المعتزلة ككتابي (يعني أهل
الكتاب من اليهود والنصارى) أسلم ،
وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق
إلى أهل الذمة ، وكذلك أبو الحسن
الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة ،
فهم يشنعون عليه ، وينسبون إليه
الأباطيل ، وليس طول مقام أبي الحسن
على مذهب المعتزلة مما يفضي به إلى
انحطاط المنزلة ، بل يقضي له في معرفي
الأصول بعلو المرتبة ، ويدل عند ذوي
البصائر له ، على سمو المنقبة ، لأن
من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر، وعلى
رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر ،
وبتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي
باستبصاره أبصر }
(( ذكر بعض العلماء الذين قالوا برجوع الأشعري عن الاعتزال والتزامه منهج أهل السنة ))
ـ قال ابو بكر بن
فورك (رجع أبو الحسن عن الاعتزال إلى
مذهب أهل السنة)
ـ قال ابن خلكان في وفيات الأعيان (كان
ابو الحسن الأشعري معتزليًا ثم تاب ))
ـ قال ابن كثير في البداية والنهاية :
(إن الأشعري كان معتزليًا فتاب منه
بالبصرة فوق المنبر ، ثم أظهر فضائح
المعتزلة وقبائحهم )
قال الإمام الذهبي في (العلو) : (كان
أبو الحسن أولاً معتزليًا ، أخذ عن
أبي علي الجبائي ، ثم نابذه ورد عليه
وصار متكلمًا للسنة ، ووافق أئمة
الحديث )
وقال السبكي في طبقات الشافعية (أقام
أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة
حتى صار للمعتزلة إمامًا فلما أراده
الله لنصرة دينه وشرح صدره لاتباع
الحق غاب عن الناس في بيته ، وذكر
كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه )
ـ قال إبراهيم بن علي المالكي في (الديباج)
: (كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء
أمره معتزليًا ، ثم رجع إلى المذهب
الحق ، ومذهب أهل السنة فكثر التعجيب
منه ، وسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى
النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره ، فكان
ذلك والحمد لله تعالى )
ـ قال المرتضى الحنفي في (اتحاف
المتقين) : أبو الحسن أخذ علم الكلام
عن الشيخ أبي علي الجبائي شيخ
المعتزلة ، ثم فارقه لمنام رآه ، ورجع
عن الاعتزال ، وأظهر ذلك إظهارًا ،
فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى
بأعلى صوته :من عرفني فقد عرفني ومن
لم يعرفني …أنا فلان ابن فلان كنت
أقول بخلق القرآن وأن الله لا يرى
بالدار الآخرة بالأبصار وأن العباد
يخلقون أفعالهم ، وها أنا تائب من
الاعتزال معتقدًا الرد على المعتزلة
ثم شرع في الرد عليهم والتصنيف على
خلافهم )
<< الـمــراحل التي مـــــــــر بها الأشـــــعـــــــــتري >>
ـ قال ابن كثير :
ذكروا للشيخ أبي الحسن الشعري ثلاثة
أحوال :
أولها : حال الاعتزال التي رجع عنها
لا محالة .
الحال الثاني : إثبات الصفات العقلية
السبعة ، وهي الحياة والعلم والقدرة
والإرادة والسمع والبصر والكلام
وتأويل الخبرية كالوجه والقدم
والساق ونحو ذلك .
الحال الثالث : إثبات ذلك كله من غير
تكييف ولا تشبيه جريًا على منوال
السلف وهي طريقته في {الإبانة}التي
صنفها أخرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي الحبيب هذه نبذة عن أبي الحسن
الشعري وتوبته ورجعه إلى مذهب أهل
السنة ، و صلى الله وسلم على نبينا
محمد.