عــــقـــيـــــــــــــدة الـــروافـــــــــــــــض

ـ قاتلهم الله وأخزاهم في الدنيا والآخرة ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن ولاه. و بعد: فإليك أخي الموحِّد هذه النبذة المختصرة على طائفة الروافض وبعض عقائدهم المنحرفة البعيدة كلّ البعد عن عقيدة المسلمين الصافية النقية.

الروافض جماعة من غُلاة الشيعة دخلوا في الإسلام ليفسدوا عقائد المسلمين ويُزلزلوا الإيمان في نفوسهم ويُدخلون الشك في حقائق الدين وصدق النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتبعون تعاليم رجل يهودي أسلم نِفاقاً وزندقةً ليهدم الإسلام وهو عبد الله بن سبأ وقد أطلق عليهم اسم الرافضة بعد رفضهم لزيد بن علي بن الحسين الذي خرج في زمن هشام وذلك لما سُئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه جماعة منهم فقال: رفضتموني فسُموا رافضة، وقيل لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر، وكان بدء أمر هذه الجماعة الدعوة إلى التشيع والولاء لآل البيت وآل البيت منهم براء وقد غلوا في حبهم المزعوم حتى خرجوا من نِطاق المحبة إلى العبودية وتأليه المخلوق، فخرجوا بالغلو من الدين إلى الإلحاد وقد أحدث ابن سبأ اليهودي في الدين ثلاث شنائع كان لكلّ واحدة منها الأثر البالغ في تفريق كلمة المسلمين:ـ

الأولى: أنّ علياً رضي الله عنه وصي محمد صلى الله عليه وسلم واستدل على بدعته بأنه وجد في التوراة أنّ لكلّ نبيٍّ وصياً وإنَّ علياً رضي الله عنه وصي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه خير الأوصياء كما أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم خير الأنبياء، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وصي موسى عليهما السلام مثلما قال في علي رضي الله عنه.

الثانية: القول بأنَّ علياً لم يُقتل وإنَّ المقتول إنما كان شيطاناً تصور للنّاس في صورة علي وأنَّ علياً صعد إلى السماء كما صعد إليها عيسى عليه السلام.

الثالثة: القول بالرجعة ـ رجعة علي إلى الدنيا قبل يوم القيامة ـ وأنه سينزل إلى الدنيا ينتقم من أعدائه وأنّ المهدي المنتظر إنما هو علي دون غيره. وكان بعض أصحابه يقول برجعة جميع الأموات قبل يوم القيامة ومنهم السيد الحميري يقول في أبيات له:ـ
إلى يوم يؤوب النّاس فيه ـــــــــ إلى دنياهم قبل الحساب

ولم يقف هو وأتباعه عند هذا الحد بل تجاوزوا إلى القول بألوهية علي رضي الله عنه، ونبوته وبألوهية ونبوة بعض بنيه. وأولهم السبئية الذين قالوا لعلي رضي الله عنه: أنتَ أنتَ؟ قال: مَن أنا؟ قالوا: الخالق الباري فاستتابهم فلم يرجعوا فأوقد ناراً وحرقهم وقال مرتجزاً.
لما رأيتُ الأمر أمـراً منكر ــــــــ أججتُ ناراً ودعوتُ قنبراً

بل إنّ بعض أتباعه كان يقول إنه (إله) وأنّ روح الإله حلت فيه كما قال ذلك بيان بن سمعان، إنّ روح الإله تناسخت في الأنبياء والأئمة حتى صارت إلى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، ثم انتقلت إليه ـ يعني نفسه، فادعى الربوبية على مذهب الحلولية وكذلك أبو الخطاب الأسدي.

والقول بأن هناك (ألهة) سوى الله قول كفر وفيه من الجرأة ما لا يتصور فالله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالألوهية لا إله سواه قال تعالى:  [قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد]. وقال تعالى: [الله لا إله إلا الله هو الحي القيوم]، وغير ذلك من الآيات الدالة على وحدانية الله وأنه ربّ كلّ شيء ومليكه لا شريك له في ذلك. والذين قالوا بالنبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا: فبعضهم قال بنبوة علي وحده والبعض زاد الحسن والحسين وعلي بن الحسين… وزاد بعضهم فقال: بنبوة المغيرة بن سعيد العجلي، والزعم بأنّ هناك نبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم تكذيب لله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. فقد ورد في القرآن الكريم والسنّة المطهرة أنه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء لا نبي بعده، قال تعالى: [ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بُنيناً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل النّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) [رواه البخاري].

موقفهم من صفات الله

الغالب على الرافضة في باب صفات الله أنهم معطلة، لكن اشتهر عن بعضهم التسبية ومنهم هشام بن الحكم والسبئية والبيانية والمغيرية..، وهشام بن الحكم أول من قال: إنّ الله جسم، وكان يقول أنّ معبوده جسم ذو حد ونهاية وأنه طويل وعريض عميق وزعم أنه نور ساطع يتلألأ وأن طوله سبعة أشبار بشبر نفسه. وقال الاسفرائيني: إنّ أول من أفرط في التشبيه من هذه الأمة السبئية من الروافض الذين قالوا بإلهية علي... ثم البيانية أتباع بيان بن سمعان الذي كان يقول إنّ معبوده نور صورته صورة إنسان له أعضاء كأعضاء الإنسان وأنّ جميع أعضائه تفنى إلا الوجه…، ثم المغيرية أتباع مغير بن سعيد العجلي، الذي كان يقول: إنّ للمعبود أعضاء وأعضاؤه على صورة حرف الهجاء..، ومنهم أتباع زرارة بن أعين زعموا أن حياة الله وعلمه وقدرته وسمعه وبصره كحياة الخلق وعلمهم وسمعهم وبصرهم وزعموا أنها كلها حادثة مثل صفات الأجسام. قال الاسفرائيني: ومَن تأمل قول هؤلاء المشبهة علم كفرهم وضلالتهم ولم يبق له في ذلك شبهة.

موقفهم من الصحابة

مذهب أهل السنّة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أنهم يحسنون القول فيهم ويرون عدالتهم ويمسكون عما شجر بينهم ولا يعتقدون عِصمتهم فهم الواسطة بين الرسول صلى الله عليه وسلم والأمة رضي الله عنهم أجمعين.
أما الروافض فإنهم يُبغضون الصحابة ويشتمونهم وكان الإمام أحمد يقول: الرافضي من يشتم أبا بكر وعمر.
ومما جاء من أقوالهم في الصحابة قول هشام بن الحكم: أنّ الأمة بأسرها من الطبقة الأولى بايعوا أبا بكر رضي الله عنه، فارتدوا وزاغوا عن الدين وأنّ القرآن نسخ وصعد به إلى السماء، وأنَّ السنّة لا تثبت بنقلهم إذ هم كفار. وهشام بن الحكم هذا يقول عنه الملطي: كان ملحداً دهرياً، ثم انتقل إلى الثنوية المانوية ثم غلب عليه الإسلام فدخل في الإسلام كارهاً.. وهشام يقول في الإمامة ـ أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي رضي الله عنه ـ ما قصد التشيع ولا محبة أهل البيت ولكن طلب بذلك هَدّ أركان الإسلام والتوحيد والنبوة… فزعم أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي رضي الله عنه في حياته بقوله: من كنتُ مولاه فعليّ مولاه. قلتُ: وتكفيره للصحابة أراد به أن يقول: إنّ الدين الذي أنتم عليه دين باطل لأنّ الذين نقلوه إليكم أناس غير عدول ولكن هو بالكفر أولى ومن كان على طريقه، ولقد صدق من قال: إنَّ التشيع كان مأوى يلجأ إليه كلّ من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد أو من كان يُريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية.

موقفهم من القرآن

للروافض في القرآن قولان:ـ
الأول: أنه مخلوق محدث لم يكن ثم كان: وهو قول المتأخرين منهم.
الثاني: وبه قال هشام بن الحكم وأصحابه: أنّ القرآن لا خالق ولا مخلوق ولا يُقال غير مخلوق لأنه صفة والصفة لا توصف عنده.
ولم يقف بهم الأمر عند هذا بل ادعوا أنّ القرآن ـ الذي قال الله تعالى عنه:
[إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون]ـ ناقص وأنّ الصحابة حرفوه وحذفوا منه ما يدل على ولاية علي رضي الله عنه ومما حذفوا سورة الولاية. وكانوا يقولون إنّ كبار أهل السنّة وأئمتهم كأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين أسقطوا كثيراً من الآيات في فضائل أهل البيت. كما أولوا الآيات الكريمة تأويلات جامحة ففي كتابهم الكافي الذي يُعتبر أحد الأصول في عقيدتهم يقول عند قوله تعالى: [قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى]قال: هم الأئمة. وفي قوله تعالى: [و من يُطع الله و رسوله]، قال: في ولاية علي. [الكافي: 2/5/515،516].
إضافة إلى هذا فإنَّ هذا الكتاب يشتمل على عناوين هي نص في الغلو منها: باب الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل، وباب أنّ الأئمة يعلمون ما كان وما يكون، وباب أنّ الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم. وهذا خلاف قول الله تعالى:
[إنّ الله عنده عِلم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت إنّ الله عليم خبير]. فهؤلاء الرافضة لا يتورعون عن الكذب هدفهم أن يصلوا إلى غايتهم مهما كانت الوسيلة، وهم كما قال عنهم الشعبي: لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيداً أو يملئوا لي بيتي ذهباً أو يحجوا إلى بيتي على أن أكذب على علي رضي الله عنه لفعلوا والله لا أكذب عليه أبداً.

-----------------------------------------------------------------
انظـــــــــــــــــــــــر:

الفتاوى: 3/154-186، 4/435، 13/35. ومقالات الإسلاميين: 1/88-89-144. الملل والنحل: 1/173-174-4/184. الفرق بين الفِرق: 65-67-233-234-235-237. فتح الباري: 6/558، 12/270. التنبيه والرد للملطي: 18-24-25. فجر الإسلام: 276. الكافي: 5/3322-333-515-415. منهاج السنّة: 1/10. مختصر التحفة الاثنى عشرية: 30-31.