أئمة الرافضة في التوراة

إعلم أن من أعرق أكاذيب الرافضة ما يدعيه بعضهم من ذكر أئمتهم في التوراة. و الرافضة لا يدعون أحداً من الكفار للإسلام و لكنهم إذا لقو رجلاً من أهل الكتاب قد أسلم يذكرون ما يزعمون من ذكر أئمتهم في التوراة اليهودية ليجروه إلى مذهبهم الخبيث. فاعلم -يا رعاك الله- أن من ابتدع هذا هو من القوم الذين قال الله فيهم: "أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض" و ذلك أنهم يذكرون أن الله قد قال في سفر التَّكْوِينِ الجزء 17:

20أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً.

و يزعمون أن هذا ينص على أئمتهم و على صحة مذهبهم، إذ إن كلمة الإمام معناها الرئيس و بذلك تكون التوراة قد ذكرت أئمتهم الإثني عشر. و لكن لو أكملنا القراءة إلى نهاية قصة إسماعيل عليه السلام لوجدنا في الجزء 25 من سفر التَّكْوِينِ:

12وَهَذَا سِجِلُّ مَوَالِيدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلاَدَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهَذِهِ هِيَ أَسْمَاؤُهُمْ حَسَبَ دِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَقَدْ صَارُوا اثْنَي عَشَرَ رَئِيساً لاثْنَتَيْ عَشْرَةَ قَبِيلَةً.

فهذا دليل دامغ أن الرؤساء الإثني عشر هم أولاد إسماعيل عليه السلام و منهم قِيدَارُ الذي انحدرت منه كنانة التي منها قبيلة قريش. و انظر كيف يدّعون ذكر أئمتهم و ينسون من هو أعظم من هؤلاء الأئمة و هو محمد خاتم الرسل و الأنبياء. فتدبر الأمر يا رعاك الله.