حقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

[نبذة تاريخية] [القرآن الكريم] [السنة و الحديث] [الإجماع] [أركان الإسلام و أركان الإيمان] [المفهوم الشيعي للإمامة] [أهل البيت] [الصحابة] [التقية] [نكاح المتعة] [غدير خم] [و أخيراً] [الهوامش] [المصادر العربية]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون، و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم)

إن الهدف من هذا الكتيب المتواضع هو تقديم فكرة مبسطة ومختصرة جدا عن المسائل الدينية التي اختلف فيها علماء الشيعة مع جمهور علماء المسلمين، وقد وضعته خاصة لمن يدرك أن هناك اختلافات بين هاتين الطائفتين من العلماء و لكن لا يدرى أبعاد تلك الاختلافات ولديه الرغبة في الإلمام بهذه الأبعاد دون بذل وقت كثير. يهدف الكتيب أيضا إلى تبصير أولئك الذين يقفون حيارى حول هذا الأمر دون أن يقدموا على اتخاذ موقف حاسم يعينهم على الفلاح في هذه الدنيا وفى الحياة الآخرة. نسأل الله أن يجعل هذا الجهد المتواضع استجابة لأمره تعالى بالدعوة للخير والنهى عن المنكر و بعدم التفرق. كما نسأله تعالى أن يشملنا جميعا برحمته وعفوه ولطفه وأن يمنحنا الرشد والهداية.

نبذة تاريخية
ـــــــــ
عندما أشرق الإسلام على البشرية يهدى إلى الرشد آمنت به طائفة مختارة من الناس وعملوا مخلصين على نشره والدفاع عنه. فكانت ثمار ذلك أن انتشر الإسلام بسرعة متزايدة في أنحاء المعمورة مما أثار على الإسلام حسد الحاسدين وحقد الحاقدين من الشعوبيين ورجال الدين، ذوى الأفق الضيق خاصة من اليهود. فقد عملوا على التآمر ضد الإسلام بشتى الوسائل والطرق. حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وإثارة الفتن بين المسلمين، غير أن إيمان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كان من القوة بحيث لم تزعزعه تلك الفتن والمؤامرات. ولكن عندما مضى الجيل الأول من المؤمنين ودخل في الإسلام من كافة الشعوب والأديان أعداد هائلة واتسعت رقعة الأمة الإسلامية وجدت المؤامرات- اليهودية خاصة- فرصة للطفو على السطح متمثلة في شخص عبد الله بن سبأ الذي وجد لدعوته استجابة أولية في المناطق التي لم يتسلح أهلوها بعد بالتعاليم الإسلامية الكافية ثم انطلقت دعوته الخبيثة إلى الأقاليم الإسلامية الأخرى.2 في عهد الخليفتين الراشدين الأول والثاني كان عدد الصحابة ما يزال كبيرا وقد بايع ذوو الحل والعقد من المسلمين أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عمر بن الخطاب ثم بويع عثمان خليفة من بعد عمر بالإجماع ولم يدع أحد بأن عليا كان أحق بالخلافة من غيره وأنه هو الخليفة المعصوم ولكن عندما أخذ يسرى مفعول المؤامرات اليهودية والأحقاد القبلية والشعوبية و يتعاظم خطرها في أواخر خلافة عثمان ظهر من يقول بأن عليا وولديه الحسن والحسين، والبعض من نسل الحسين رضى الله عنهم أجمعين هم أولى بالخلافة الإسلامية من غيرهم وأن الخلافة فيهم إلى يوم الدين.

وقد وجدت هذه الدعوة تربة خصبة في المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية، خاصة وأن الحسين كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي أطاحت بعرشه جيوش الإسلام الظافرة.3 ولعل هذا كان سبباً في حصر أئمة الشيعة ابتداءا من الإمام الرابع في سلالة الحسين.

وقد بدأت دعوى أحقية علي ابن أبى طالب رضى الله عنه بالخلافة دون أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم في أول الأمر كدعوة سياسية وذلك لبث الفتنة في صفوف المسلمين. ولكنها ما لبثت أن تحولت إلى دعوة دينية انشقت عن التعاليم الإسلامية، هذه التعاليم التي ما يزال جمهور علماء المسلمين يتعهدونها بالرعاية والحماية.

وقد خطط لهذا الانشقاق بعض ذوى المصالح بتدبير خبيث منهم كما ذكرت ولكن ذهب ضحيتها الكثير من المسلمين، خاصة العامة منهم والذين اعتمدوا فقط على التقليد والمصادر الثانوية في ثقافتهم الدينية. كما ذهب ضحيتها بعض العلماء الذين لم يتمكنوا من تحرير أنفسهم وعقولهم مما نشأوا عليه من تحيزات خطيرة. فنشأ بذلك مذهب سمى المذهب الشيعي تشيعا لعلى بن أبى طالب و بعض من آله وهم ينقسمون إلى فرق متعددة، منهم الزيدية وهم أقل ابتعادا عن جمهور علماء المسلمين ثم الإسماعيلية والنصيرية العلوية والدروز وهؤلاء قد وصلوا درجة من الغلو حتى جعلوا عليا إلها وخالقا ثم الإمامية الجعفرية الاثنى عشرية. 4 التي سنتناولها في هذا البحث ولهذا فسيكون اهتمام هذا الكتيب منصبا على الخلافات الأساسية بين جمهور علماء المسلمين وعلماء الجعفرية معتمدا على المصادر الموثوقة لدى الطرفين بإذن الله ومشيئته.

القرآن الكريم
ـــــــــ
يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب "الأصول من الكافي "ه وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث- "ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبى طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام).6

ويرخص علماء الشيعة لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن الشيعة الكامل بزعمهم.7

أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد.8 وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار الإسلامية 9 وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم.10 ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد...فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، و يقول جل وعلا: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه)12، و يقول أيضا: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).13

لقد وعد الله بحفظه وصيانته ليكون نبراسا وهدى للمسلمين في كل مكان وزمان. هذا بالمقارنة إلى الكتب السماوية السابقة والتي لم تحظ بمثل هذا الوعد فرغم كون أصولها موجودة ومحفوظة لكن ما يتداوله الناس منها قد تعرض للتحريف معنى ومبنى.

و يرى علماء المسلمين بتكفير من يعتقد بتحريف القرآن كمن ينكر القرآن جملة.14فالله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عتا تعملون)،150

أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة أنت تستطيع أن تجد بنفسك أن عدد آيات القرآن الكريم بدون البسملة في أوائل السور هي ألفان ومائتان وستة وثلاثون آية فقط. لهذا فعلماء الشيعة يقولون أن هذا القرآن غير كامل. دعنا نسأل أنفسنا، من نصدق علماء الجعفرية أم نصدق الله سبحانه وتعالى وقد وعد بحفظه. وعلماء المسلمين وقد آمنوا بأن القرآن معصوم من التحريف وأن أي تحريف فيه يتم اكتشافه سريعا. لعل بعض علماء الشيعة ينكرون الاعتقاد بتحريف القرآن تحت ستار عقيدة التقية للحفاظ على الفكر الشيعي فتحقق من المصادر الموثوقة لهم قبل إصدار أي حكم.

السنة و الحديث
ـــــــــ
يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة الشيعة "المعصومون "16. ولو ألقينا نظرة إلى الكافي - الذي يعتبره الطبطبائى "أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي"17- لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا. وكثير منها لا إسناد لها.

وعندما نتمعن في مضمون تلك الأحاديث نجد كثيرا منها يتعارض مع القرآن الكريم.

و يبدو جليا أن الصفة البارزة للمقياس الذي بموجبه يتم تقو يم الأحاديث هو مدى تأييدها للفكر الشيعي أو على الأقل عدم تعارضها معه. و يؤكد الطبطبائى كغيره من علماء الشيعة أن أوثق الأحاديث النبوية ما تعاقب على روايته الأئمة المعصومون مع أن الإمام قد يتوفى عن وريث لا يتجاوز التاسعة أو الثامنة أو الخامسة من عمره.18 فمثلا الحديث الذي يرويه على بن أبى طالب ويجعله البخاري في صحيحه يلقى رفضا من علماء الجعفرية مادام الحديث يتعارض مع العقيدة الشيعية (مثل تحريم نكاح المتعة) و بالعكس، إذا كان الحديث يؤكد الفكر الشيعي فإنه سيلقى قبولا بصرف النظر عمن رواه ونقله وحققه.19

أما علماء المسلمين فيعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو أقره وصفاته الخلقية.20

و بصفة عامة فهناك طريقتان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة:

أولا: فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة. لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين.

ثانيا: فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أو لأحاديث أخرى قد تكون أقوى سندا

واستنادا إلى هذه المقاييس ومدى دقتها في اختيار الأحاديث أجمع علماء الحديث عل

أن صحيح البخاري ومسلم هما أوثق مصدرين للسنة النبوية.22

وكما علمنا فقد تم جمع القرآن الكريم في مجلد واحد عقب وفاة الرسول بمدة وجيزة ولكن الجمع العلمي الجاد للحديث لم يبدأ إلا أواخر القرن الهجري الأول.23 وكان لهذا عدد من الأسباب من أهمها أن الحديث تناول التعاليم الإسلامية بالتفصيل و يضعها في صيغها التطبيقية التي يجب أن يتمثل بها المسلم في حياته اليومية الخاصة والعامة وفى علاقته مع الله والناس. وكان الصحابة- رضوان الله تعالى عليهم- لحرصهم الشديد على تطبيق السنة النبوية- في الواقع- مصادر حية متحركة للحديث ماثلة أمام الأعين. ولهذا فقد بدت الحاجة إلى جمعها في مجلدات غير ملحة في ذلك العهد. يضاف إلى ذلك أن بعض كبار الصحابة كان يرى التركيز على تدريس القرآن الكريم أولا تجنبا لاختلاط القرآن بالحديث كما حصل بالنسبة للتوراة والإنجيل.

أيها الأخ وأيها الأخت: دعونا نسأل أنفسنا أي التعريفين اكثر صدقا خاصة ونحن

نعلم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء كما قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)24، ولا ينبغي لأحد أن يتلقى وحيا من الله بعده. فالوحي الإلهي خاص بالأنبياء والرسل، وعندما يساوى العالم الشيعي بين أقوال الرسول وأئمة الشيعة فكأنما يقول بأن الأئمة أيضا يتلقون وحيا إلهيا كالرسل والأنبياء، وفى ذلك مخالفة صريحة للقرآن. أما إذا كان القول بأن أولئك الأئمة إنما كانوا يلهمون فإن الإلهام شيء والوحي شيء، فالوحي ملزم والإلهام يشترك فيه الناس ولا يلزم إتباعه. أما الإلهام للأنبياء والرسل فإنه جزء من الوحي.

الإجماع
ـــــ
لعلماء الشيعة موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يؤلد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطبطبائى مثلا يستعمل كثيرا قول: "كلأ من الشيعة والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره".25

أما من ناحية أخرى فإن علماء الشيعة يرفضون الإجماع فمثلا:

(1) يقولون بأن الصحابة- وهم عشرات الألوف- قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى

الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها- على الأغلبية الساحقة.

(2) يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة الإسلام والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان الإسلام والإيمان في اعتقاد الشيعة- وهو الإيمان بركن الإمامة- أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.

(3) يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة الإسلامية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية.26 فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا يتناقله عنهم مجموعة أخرى من التابعين.27 وأرفع درجات الاستنباط والفتاوى ما أجمع عليه العلماء.28، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)290 و يستنكر الله على أولئك الذين فرقوا دينهم شيعا فيقول مخاطبا نبيه(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كـانوا يفعلون).30 وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم… عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".31 ولا شك أن المقصود بجماعة المسلمين علماؤهم وليس عامة المسلمين الذين يعتمدون على التقليد فقط دون الرجوع إلى المصادر الأساسية للإسلام.

وفى حديث آخر قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تجتمع أمتي على خطأ"، وقال: "لم يكن الله ليجمع أمتي على الضلالة"، وقال: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ". وذلك لأن اتفاق جميع المجتهدين على حكم واحد مع اختلاف خلفياتهم و بيئاتهم لا يحصل إلا أن يجمعهم الحق.32 وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية، والباقي في النار، وعندما سئل عن الفرقة الناجية أجاب في رواية بأنها من كان على مثل ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفى رواية أخرى أن الفرقة الناجية هم الجماعة.33

أيها الأخ وأيتها الأخت: ألا تعتقدون أن فعالية أي معيار يعتمد على ثبات استعماله واستخلاص النتائج به فلا يقبل مرة و يرفض مرة أخرى، ولهذا فهل يمكن الاعتماد على فقيه يستخدم الدليل ذاته ليحل لنفسه ما يحرمه على الآخرين؟ أو يرفض الاعتراف بالدليل نفسه إذا كان في غير صالحه؟ و يعتمد عليه إذا كان في صالحه؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: لنفرض أن مسلما يسأل عن الطريق إلى الجنة فأجابت عليه مجموعة لا تقل عن العشرة من الناس بأنهم يعرفون الطريق حق المعرفة، غير أن واحدا منهم أعطاه وصفا يتعارض مع بقية الأوصاف، فبماذا تنصح هذا المسلم؟ هل يتبع وصف المجموعة التي لا تقل عن العشرة أشخاص أم ذلك المنفرد برأيه وذلك مع افتراض أنه لا يعلم شيئا عن أي من هؤلاء وأن كلا الوصفين قد ظهر معقولا؟

ثم ماذا لو اتضح أن الشخص المنفرد برأيه له مصلحة شخصية في الوصف الذي تفرد به وليس للبقية مصلحة ذاتية؟

وماذا لو علمت أن الشخص المنفرد برأيه سوف يحقد على السائل إذا لم يتبع إرشاداته بينما البقية ترى أن من يخالفها لا يستحق الحقد أو الكراهية؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: فكروا في الموضوع وتذكروا أن الموضوعات التي يختلف فيها جمهور علماء المسلمين مع غيرهم تدخل في صنفين:

(1) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي يحتمل الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي يحتمل الصواب.

(2) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي لا يتطرق إليه الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي لا يحتمل وجها من الصحة مطلقا.

و يقع أغلب الأمور التي اختلف فيها علماء الشيعة مع جمهور علماء المسلمين ضمن الصنف الثاني وتذكروا- أخي المسلم وأختي المسلمة- أن هناك فرقأ بين (جمهور المسلمين) من جهة، (وجمهور علماء المسلمين) من جهة أخرى، فبينما لا يعتبر الأول دليلا ملزما، فإن الآخر يستوجب الإلزام، وهذا هو المقصود بالإجماع.

أركان الإسلام و أركان الإيمان
ــــــــــــــــــــ
يقول علماء الجعفرية الاثني عشرية بأن الإيمان بنظام وراثي لقيادة الأمة الإسلامية ركن من أركان الإيمان له مكانة الإيمان بالله كما يؤكد ذلك دستور الجمهورية الإسلامية لإيران في مادته الثانية. فالإمامة إذا- لدى علماء الجعفرية- ركن من أركان الإيمان التي لا يأتي من بينها الإيمان بالملائكة والقدر خيره وشره وهى أيضا ركن من أركان الإسلام مثل الشهادتين والصلاة والصوم والحج.

أما جمهور علماء المسلمين فيؤكدون انتفاء المفهوم الشيعي للإمامة في القرآن أو السنة والذي ينص على ضرورة النظام الوراثي الشامل في الإسلام في الحكم والخلافة وفهم الدين. بل و يؤكدون أن في القرآن والسنة ما يتعارض مع هذا النظام الوراثي الذي يشمل القيادة السياسية والدينية والروحية. فالقرآن الكريم يمدح المؤمنين فيقول عنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)34، كما يأمر الله تعالى نبيه الكريم فيقول:، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).35

ويجمع علماء المسلمين على أن الإسلام بنى على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. 36، كما يجمع علماء المسلمين على أن أركان الإيمان الأساسية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.37

ولو قرأ المسلم القرآن من أوله إلى آخره لم يجد آية واحدة تؤيد ما يقوله علماء الشيعة من ضرورة هذا النظام الوراثي الشامل والذي يرثه الطفل في التاسعة أو الثامنة... ولو قرأ المسلم الصحيح من السنة لانتهى إلى النتيجة نفسها.

أيها المسلم وأيتها المسلمة: هل الأولى أن نصدق جمهور علماء المسلمين بأدلتهم الواضحة من القرآن الكريم والسنة المعتمدة أم نتبع علماء الشيعة بأقوالهم التي تتعارض مع القرآن الكريم والسنة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نتأكد من أن هدفنا الوحيد هو إرضاء الله تعالى وحده والبحث عن الحقيقة للنجاة في هذه الدنيا الفانية والفلاح في الحياة الآخرة الأبدية.

أيها الأخ وأيتها الأخت يجب أن لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا. يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا).38

المفهوم الشيعي للإمامة
ــــــــــــــ
يعتقد علماء الشيعة بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعنى الإمامة لدى علماء الشيعة أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة الإسلامية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما. وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش الإسلامية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.39 فدستور جمهورية إيران الإسلامية مثلا ينص عل أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد".40

و يرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون41 ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم42، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية "لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام."43 و يقول الخميني في هذا المضمار: "الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين".44

وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن "للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".45 و يندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم.46 لهذانجد دستور الجمهورية الإسلامية لإيران يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية "مؤمنا ومعتقدا بمبادئالجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة". كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم "أن أكون حارسا للمذهب الرسمي" كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.

ولضمان عدم اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه "لا يستطيع (مجلس الشورى الوطني) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة... "

ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا- حسب العقيدة الجعفرية- فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر، المهدى، قد اختفى وهو في الخامسة- عل أرجح أقوال علماء الشيعة- ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص الدستور في المادة الخامسة بوضوح على أن "تكون ولاية الأمر، والأمة في غيبة الإمام المهدى- عجل الله تعالى فرجه- في جمهورية إيران الإسلامية للفقيه العادل... ".

هذا ما يقوله علماء الشيعة، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف. فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية و يرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة. ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد. بل و يتعارض مع مبدأ الشورى الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم.47

و يؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس. أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق- حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس. 48

أما فيما يخص علم الغيب فلو قرأ المسلم القرآن الكريم 49 لوجد العديد من الآيات التي تجعل هذا النوع من العلم من صفات الله التي تفرد بها، فمثلا في سورة الأعراف آية (188) يقول الله تعالى مخاطبا نبيه: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون).

و يكفر الطحاوي- وهو يمثل عقيدة أهل السنة- كل من يعتقد بأن أحدا من البشر أفضل من الأنبياء، فما بال حكم الذين يدعون بعض صفات الله التي تفرد بها- سبحانه- للبشر كعلم الغيب والعصمة الكاملة والطاعة لهم حتى لو أمروا بعدم ضرورة عبادة الله؟!

وفيما يخص الإمام الثاني عشر الذي يعتقد علماء الشيعة بأنه لا يزال على قيد الحياة لمدة تقارب أحد عثر قرنا فكثير من المؤرخين يؤكدون بأن إمام الشيعة الحادي عشر لم يعقب ولم يكن له نسل، وحتى الأحاديث التي رواها الترمذي وأبو داود ولم يروها أصحاب الصحاح عن المهدى وظهوره في آخر الزمان فإنها تقول بأن اسمه كاسم النبي (محمد)، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الله) بينما اسم الإمام الثاني عشر، محمد المهدى بن حسن، وتقول تلك الأحاديث أيضا إنه سيكون من عقب الحسن وليس من عقب الحسين.52 وليس هناك أي دليل بأن المهدى سيعيش حوالي اثني عشر قرنا.

أيها الأخ وأيتها الأخت: إن علماء الشيعة يعتبرون الإيمان "بالإمامة" ركنا من أركان الإيمان. أي أن المسلم الذي لا يؤمن بذلك سيكون في حكم الكافر، ومن ناحية أخرى فإن الإيمان "بالإمامة" بأبعادها وملابساتها سيجعل المسلم كافرا- أعاذنا الله من الكفر والشرك- كما يجمع على ذلك جمهور علماء المسلمين استنادا إلى القرآن والسنة. يضاف إلى ذلك أن جمهور علماء المسلمين لا يعنيهم في هذا الحكم سوى مرضاة الله، ولا يتحيزون بذلك إلى أسرة معينة أو مجموعة من البشر.

تأكد أخي المسلم وتأكدي أختي المسلمة من اختيار النجاة من النار والفوز بالجنة قبل

أن يأتي اليوم الذي لا تنفع فيه القوميات والمخلوقات.

أهل البيت
ـــــــ
يميل علماء الشيعة إلى حصر أهل البيت النبوي في الابنة الصغرى للنبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة، وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين وتسعة من نسل الحسين الذي كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد على عهد عمر بن الخطاب، ويخصون هؤلاء بصفات سبق الإشارة إليها مثل الولاية الوراثية الشاملة والعصمة، وعلم الغيب.. إلخ

ثم يعمدون إلى إغفال خلفاء المسلمين وقضاتهم عبر العصور والتقليل من شأن منجزاتهم في نصرة الإسلام والمسلمين، وهذا يشمل مع من يشمل جيل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلا من ثبت لدى علماء الشيعة بالدليل القاطع بأنه قد ناصر عليا رضى الله عنه ولم يعارضه في شيء أبدأ.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون أهل البيت كل من حرمت الصدقة عليه من أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام و يشمل هؤلاء النبي وآله، وجعفرا وآله، وعقيلا وآله، والعباس وآله.53

كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول من أهل البيت بنص الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله بقوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). هذا فضلا عن كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم... ). كما أن صالحي أهل البيت لهم مكانة سامية لدى علماء المسلمين وجمهورهم بدون استثناء ففي حديث رواه مسلم54 يروى زيد بن الأرقم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ماء يدعى خما قال: "... فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي". فالرسول صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يوصى فيه بالتمسك بكتاب الله يوصي بحسن معاملة أهل بيته وهذا من كمال أخلاقه إذ يضرب المثل في صلة الرحم، و يرى علماء المسلمين أن هذا الاحترام لأهل البيت لا يمنع بل يدعو إلى احترام الصحابة وصالحي المؤمنين في كل زمان ومكان.

أيها الأخ وأيتها الأخت: نحن المسلمين هل نستطيع حقا إغفال بقية بنات النبي وأقاربه ونسلهم الصالح؟ هل نستطيع حقا حصر أهل البيت في عدد محدود يختارهم لنا علماء الشيعة؟ هل توجب علينا محبة واحترام صالحي أهل البيت كراهية ولعن آلاف الصحابة الكرام؟ وماذا عن عثمان الذي تزوج اثنتين من بنات النبي وله ابن من واحدة منهن؟ وماذا عن ذريتها؟ وماذا عن ذرية الحفيد الأول للنبي، الحسن؟ ألا تعتقدون أن عليا والصالحين من نسله أول من يستنكرون هذا الغلو الذي يقلب الحب إلى ضده؟ تخيل أنسانا يغالي في المدح لدرجة يمقتها السامعون، أليس ذلك أشبه بالاستهزاء من الثناء، وأقرب من القدح إلى المدح؟

الصحابة
ـــــ
يقول علماء الشيعة في إيران إن الخليفتين الراشدين الأولين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قد تآمرا على الإسلام في محاولة للقضاء على الأحاديث حتى يتم لهما تفسير القرآن الكريم حسب مصالحهما الشخصية، كما يقولون أيضا إن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول قد "خانوا عهدهم للرسول صلى الله عليه وسلم ".55

وقد نشرت وزارة الإرشاد الإسلامي بجمهورية إيران كتيباً (56) يصنف فيه جيل الصحابة الكرام إلى:

(1) المجموعة التي رضى عنهم علماء الشيعة ولا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليدين.

(2) المجموعة التي وصفها المؤلف بأنه "أسوأ العناصر وانتحرت تحت أقدام الطغاة"

ومن بينهم عبد الله بن عمر الذي روى نحوا من الأربعة آلاف حديث وكان له دور كبير في الحفاظ على السنة ونشر الإسلام.

(3) المجموعة التي وصفها المؤلف- على شريعتي- بأنه "التي باعت شرفها.. وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار". ومن بين هذه المجموعة أورد على شريعتي أسماء أبى هريرة وأبى الدرداء، وأبى موسى الأشعري الذين قاموا بدور عظيم في الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الإسلام.

وفى مصدر آخر من المصادر الحديثة وصفت جريدة (الجهاد) النبي صلى الله عليه وسلم بالتحيز لعلى في أدائه للرسالة ثم استطردت قائلة "بل إننا نلاحظ أن من ذلك أن الجيل المعاصر للرسول (ص) لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان النبي يمارسها مئات المرات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة". و يقول عالم جعفري "عبد الرحمن بن عوف عابد المال، وعثمان الأرستقراطي، وخالد بن الوليد عديم المبالاة، وسعد بن الوقاص عديم التقوى"570

أما علماء المسلمين فيقولون بأن جميع الصحابة عدول وقد عصمهم الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يستحقون كل تبجيل .58 فالله سبحانه وتعالى قد أثنى عليهم وقال: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)59 وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم ورضوا عنه وأعد هم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدأ ذلك الفوز العظيم).60 وقال أيضا: (لقد رض الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)61 وفى الآية التاسعة والعشرين من السورة نفسها قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء عل الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرأ عظيما). واقرأ أيضا الآية الثامنة من سورة التحريم والآيات من الثامنة والتاسعة والعاشرة من سورة الحشر.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.. "62

إن علماء الإسلام لا يشكون في أن الرسول صلىالله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة بدون تحيز لقريب أو صديق. وكان جيل الصحابة عموما أعلم بتعاليم الدين الإسلامي من الأجيال المتأخرة. ومن بينهم من قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم: "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " وطبعا يخرج من هذا الحب الحب المبالغ فيه، الحب المتحيز الأعمى فمثل هذا الحب يعتبر بغضا. وكان من بين الصحابة من كان أعلم من علي بن أبى طالب أو غيره من آل البيت.63 ومن الصحابة الذين شتمهم علماء الشيعة مبشرين بالجنة ومنهم من قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: "فداك أبي وأمي" أو قال لهم "أنتم منى وأنا منكم ". والأحاديث كثيرة في فضائل الصحابة.

أما إذا كان هناك خلاف بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فكان حسن النية والإخلاص دائما حاضرين، وإنما هو اختلاف في الاجتهاد يؤجرون عليه إن أصابوا أو أخطأوا وقد انتقلوا إلى جوار الله وهو أحكم الحاكمين. وماذا نجني من محاكمتهم ومن نكون حتى نحاكمهم وقد حذرنا الله من ذلك إذ يقول في موضعين من القرآن الكريم: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتهم ولاتسألون عما كانوا يعملون)64 ، و يكفى أن يقرأ المسلم فضائل الصحابة في صحيح البخاري ومسلم ليعرف ما ثبت من فضلهم وتقصيرنا في اتباع خطاهم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل الأولى أن نصدق الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث الواضحة الموثقة أو نصدق علماء الشيعة الذين يحترمون عددا صغيرا من الصحابة و ينالون من كرامة عشرات الآلاف منهم؟

دعونا نتأكد من الطريق الذي نسلكه في موقفنا من الصحابة هل يؤدى إلى الجنة حقا؟ دعونا نتجنب التصرف بغباء وكأننا عملاء لأعداء الإسلام الذين لا يزالون يعملون بكل الوسائل لهدم الإسلام بالتشكيك في أمانة مصادره ومعلميه الأوائل. دعونا نتذكر دائما أن أحمد بن حنبل قال: "إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام. وقال إسحاق بن راهويه: "من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس، وقال الإمام مالك: "من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ومن سب أصحابه أدب "، وقال القاضي أبو يعلى: "الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر وإن لم يكن مستحلا لذلك فسق "، وقال ابن تيمية: "من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فلا ريب في كفره ". 65

وقال أبو زرعة الرازي: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ". وقال على رضى الله عنه: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر رضى الله عنهما إلا جلدته جلد المفترى". قال ابن حجر الهيثمى: "من غاظه الصحابة فهو كافر.. " ووافقه الشافعي 66 لأن الله قال: (ليغيظ بهم الكفار)
قال ابن عابدين: "من سب الشيخين- أبا بكر وعمر- أو طعن فيهما كفر ولا تقبل توبته " 670

التقية
ــــ
يقول علماء الشيعة: "إن تسعة أعشار الدين في التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شىء إلا في النبيذ والمسح على الخفين ".68 وتعنى التقية التظاهر بالعمل والقول بخلاف ما يضمره الإنسان في قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الآخرين بينما يلعنهم في قلبه و بين خلصائه حتى في غياب الأسباب القاهرة. 69 والسبب المحدد للتقية كما يقول الخميني في كتابه "هو الحفاظ على الإسلام والمذهب الشيعي، وأن الشيعة لو لم يلجئوا إليه لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض "70 بمعنى آخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير الشيعة بما في ذلك المسلمين وذلك للحفاظ على العقيدة الجعفرية.

و يقول أحد كبار علماء الشيعة، الطبطبائي: "إن عقيدة التقية في المذهب الشيعي تستمد جذورها من الآية الثامنة والعشرين من سورة آل عمران والتي تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير). ومن الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون إننا عندما نتدبر القرآن الكريم فإننا نجد أن إظهار الإنسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه وتعالى، فالآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة البقرة تقول: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).

و يقول الله تعالى: "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون).71

و يقول الله تعالى: (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور) 73

لهذا أعد الله للمنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون أشد العقاب إذا يقول تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)73

و يعتبرون التظاهر قولا وعملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاق وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ."74 وفى حديث آخر ذم النبي صلى الله عليه وسلم ذا الوجهين،75 فالقاعدة الإسلامية العامة أن الكذب على المسلمين محرم وممقوت.

أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة في الآية القرآنية في سورة آل عمران فهي محددة باستخدامها فقط مع الكافرين وفى حالات خاصة ضيقة. 76

أما الآية التي نزلت في عمار بن ياسر في سورة النحل فإنها تعطى رخصة لمثل عمار وفى الظرف الذي كان يعانيه، إذ كان مخيرا فقط بين أن يموت تحت تعذيب المشركين فيلقى مصير والديه أو يتفوه بالكفر لينجو وقلبه مطمئن بالإيمان.

فهذه حالات استثنائية لا يجوز أصلا تعميمها، نحيف بها مبررات لجعل تسعة أعشار الدين في الكذب والنفاق؟!

أيها الأخ وأيتها الأخت: أعطوا الموضوع شيئا من التفكير. ماذا سيحصل لو اعتقد المسلمون بالفعل أن تسعة أعشار الدين في التقية؟ أي أن التظاهر بما يخفيه المسلم يمثل تسعة أعشار دينه، هل يمكنك حينئذ أن تثق بأحد؟

أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة: هل نستطيع حقا تلقى تعاليم ديننا من علماء يعتقدون بذلك؟ بل هل نستطيع أن نثق بما يرونه من أخبار أو أحداث تاريخية؟ إذا كمان الإنسان يعتقد أن الكذب على الله وعلى الرسول والمسلمين لخدمة أغراضه المتحيزة يؤلف جزءا أساسيا من ديانته، فهل نستطيع الثقة به؟ فإذا كان هدفنا الأساسي هو النجاة في الآخرة، تلك الحياة الأ بدية، فلنكن حذرين مما نقرؤه لعلماء الشيعة من جدل مبنى على المشوه والمكذوب من النصوص والمراجع.

أيها الأخ والأخت: تذكروا أن رخصة الاتقاء ليس فقط استثناءً من القاعدة العامة بل استثناء مقيدا. فهي لا تعطى رخصة خداع غير المسلمين فحسب ولكن لا تجيز الكذب عليهم إلا في مثل حالة عمار. وما تعنيه الآية هي أن المسلم يستطيع أن يخفى حنقه وغيظه عن أعداء الإسلام بدون كذب إذا كان إظهار ذلك الغيظ يعرض الإسلام أو المجتمع الإسلامي إلى الخطر.

نكاح المتعة
ـــــــــ
يقول علماء الشيعة بإباحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته.77 والغرض من نكاح المتعة هو إشباع الرغبة الجنسية فقط، وليس في نكاح المتعة طلاق ولا ميراث بين الطرفين ولا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة. 78

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالي:

(1) لقد وضع القرآن الكريم قواعد العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة وحصرها في نوعين:

أولا: الزواج الذي يترتب عليه طلاق وميراث و يوجب فرض ليلة ونفقة للزوجة.

ثانيا: العلاقة بين الرجل وما ملكت يمينه من الجواري. فالله سبحانه وتعالى يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).79

(2) وقد جاء تأكيد ذلك مفصلا في سورة النساء ابتداء من أول السورة وخاصة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين حيث يجعل د فع المهر لازما إذا دخل الرجل بزوجته.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج ومن هذا المعنى ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم قوله: "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت و بها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".80

(3) وقد ثبت في الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل الجهاد في سبيل الله. وكان يحرمه بمجرد انتهاء تلك الحاجة، بل وعندما أبيح في المرة الأخيرة أتبعه بإعلان تحريم نكاح المتعة نهائيا. فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تاخذوا مما آتيتموهن شيئا". 81

فالإباحة كانت- في الواقع- إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، وقام بهذا الاستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملك الصلاحية لذلك فهولا ينطق عن الهوى، أما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على سد هذا الباب بإعلانه تحريم الله لمتعة النكاح إلى يوم القيامة. 82

أما عن قول علماء الجعفرية بأن التحريم كان من عمر فما قاله عمر بن الخطاب هو: "إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء. وإن القرآن قد نزل منازله. فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله وابتوا نكاح هذه النساء، فلن أوتى برجل نكح امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة."83 وعمر وقد علم بحادثة عمرو بن حريث يؤكد التحريم و يعيد إعلانه لمن لم يبلغه التحريم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل هناك حقا فرق بين المرأة تؤجر جسدها أو الرجل يستأجر جسد امرأة لبضع دقائق أو أيام أو أشهر.. مادام ذلك لمدة معلومة مسبقا؟ ألا يعتقد المسلم والمسلمة أن نكاح المتعة فيه إهانة كبيرة لأخواتنا المسلمات، وفرصة لكل من ينشد المتعة الجسدية دون تحمل أعباء الزواج؟ أليس فيه هدم لنظام الأسرة في الإسلام؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: يجب أن نتذكر أن الأشراف من علماء الشيعة لا يسمحون لقريباتهم بممارسة نكاح المتعة لأن فيه مهانة لهم مع أنهم يسمحون به لغيرهم. وشيء آخر أن نكاح المتعة الذي أباحه الرسول صلى الله عليه وسلم في مناسبات محدودة لم يكن يشترط أن تكون المرأة فيه مسلمة أو كتابية مما يميزه بوضوح عن الزواج الشرعي.

بعد كل هذا كيف يمكن للمسلم أن يشرع إباحة نكاح المتعة أو ممارسته بنفسه؟ خاصة وأنه لا فرق بين الزنا ونكاح المتعة من حيث الهدف، فكلاهما لا ينشد سوى إشباع الرغبة الجنسية؟!

غدير خم
ــــــ
يقول الطبطبائى- أحد كبار علماء الجعفرية في القرن العشرين- إن الحجة الجوهرية في أحقية على بن أبى طالب للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هي حادثة غدير خم. وعندما نرجع إلى كتيب لأحد علماء الشيعة أفرده لهذه الحادثة نجد ما يلي:84

1- أن الذين شهدوا خطبة غدير خم كثر من مائة ألف صحابي.

2- ألقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة عند غدير خم وهو عائد من حجة الوداع إلى المدينة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وأن سبب خطبته هذه هو نزول الآية التالية عليه في هذا المكان: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدى القوم الكافرين)85

3- لهذا أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم التالي:

ا- أنه سيترك للمسلمين ثقلين: أحدهم كتاب الله. طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدي المسلمين وأن الآخر هو عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ربه أخبره بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.

ب- بعد أن رفع يد علي قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه."

ج- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاد" 51

د- وقال: "اللهم أدر معه الحق حيث دار".

هذا ما يقوله علماء الجعفرية من الشيعة عن حادثة غدير خم. لنتدبر ما يقوله جمهور علماء المسلمين.86

(1) حسب دعوى علماء الشيعة لم يثبت على الإسلام الصحيح بعد وفاة النبي سوى بضعة من الصحابة لا يكاد يتجاوز عددهم البضعة عشر صحابيا.87 وقد حضر خطبة الغدير اكثر من مائة ألف صحابي يعني أن كل هؤلاء المائة ألف قد نقضوا عهدهم وتآمروا على حرمان علي بن أبى طالب من الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟ لو استعرضنا حتى كتابات علماء الشيعة لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!

(2) خطبة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وفى الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ 89 خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين بأن آية("يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..)، قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.

(3) و يؤكد ابن تيمية- رحمه الله- بأن الخطبة بالصيغة التي ذكرتها مصادر الشيعة كذب وبهتان جملة.

أما تفصيلا:

أ- فأصل حديث الثقلين كما رواه زيد بن أرقم: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر. ثم قال: "أما بعد. ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" 90

وكما سبقت الإشارة إليه فإن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في علي وآل علي إذ يشملون عقيلا وآل عقيل وجعفرا وآل جعفر والعباس وآل العباس وزوجات النبي، أمهات المؤمنين، ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم تمسكوا بأهل بيتي أو أنهم الهدى والنور، ولو كان الحديث يحتمل أي معنى يتضمن تخو يل سلطة خاصة لأهل بيته لكانت في جميع أهل بيته ولوجبت بها شرعية خلافة العباسيين الوراثية على أعناق الشيعة ووجب احترام الشيعة لحكم العباسيين بدلا مما في مصادر الشيعة من تسويد لصفحاتهم ظلما وافتراءً.

و يؤكد ابن تيمية أن ما روى من قول النبي "من كنت مولاه فعلى مولاه " قد طعن في صحته الكثير من علماء الحديث ولم يرد في الصحيحين. وحتى لو ثبتت صحة هذا الحديث في مناسبة غير هذه فإنها لا تعنى أكثر من قول الله تعالى مخاطبا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: (... فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)91 فهذا لا يعنى أن صالح المؤمنين أوصياء على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أصحابه وناصروه، ثم إن الرسول لم يقل من كنت وليه فعلي وليه ولم يقل من كنت وليه أو مولاه فعلي وليه أو مولاه عقب وفاتي فيحتمل أن تعنى أن الخلافة من بعده لعلي بن أبى طالب. والواقع أن جدل علماء الشيعة في هذه المسألة يظهر عقيما عندما نقرأ ما ورد في الصحيحين عن اقتراح النبي صلى الله عليه وسلم خلافة أبى بكر وعمر وعثمان بتلميحات صريحة أحيانا ولطيفة أحيانا أخرى.

ب- و بالنسبة إلى قول علماء الشيعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فيؤكد علماء الحديث كذب هذا الحديث وهو مع ذلك دعاء لا يميز عليا، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لخلق كثير أنواعا من الدعاء لا حصر لها.

ج- أما قول علماء الشيعة إن الرسول قال: اللهم أدر الحق مع على حيث دار، فإن ابن تيمية يؤكد كذب هذا الإدعاء. ونتساءل مع ابن تيمية أي حق هذا الذي يدور مع مخلوق حيث دار و يتلون حسب قراراته وآرائه وخلجات صدره؟ ولو أن الكذبة ادعت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من الله أن يجعل عليا مع الحق، لبدا ذلك معقولا.

ومع كل هذا نجد الطبطبائي يجادل عن ضرورة النظام الوراثي للخلافة فيقول: "إن أعداء الإسلام الذين عملوا كل ما في وسعهم لتحطيم الإسلام ظنوا أنه بموت النبي صلى الله عليه وسلم- حامي الإسلام- سوف يبقى الإسلام بدون قائد ولهذا فهو حتما سوف ينتهي. ولكن في غدير خم خابت آمالهم حيث قدم الرسول عليه الصلاة والسلام عليا كخليفة وقائد. من بعد علي فإن هذه المسئولية الثقيلة، مسئولية القيادة وقعت على أعناق آله.92

وهنا يناقض الطبطبائي نفسه، فقد أشار في الصفحات الأولى من الكتاب ذاته أن الأئمة عاشوا حياة مظلومين لا يملكون دفع السوء عن أنفسهم بينما هو في هذه الصفحات يقول إن الله قد عينهم كحماة للإسلام وقادة للأمة الإسلامية جمعاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأن أعداء الإسلام قد خابت آمالهم بتعيين علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه خليفة لرسول الله. إذا عجز الأئمة عن الدفاع عن أنفسهم- حسب قول الطبطبائي - فكيف بالله سيدافعون عن الأمة الإسلامية؟ وكيف سيحمون الإسلام؟ لا سيما والعقيدة الشيعية تقول إن الأئمة هم ولاة الأمر في مجال السياسة والدين؟ أم أن هذه تهمة غير مباشرة لله سبحانه وتعالى بسوء الاختيار؟ أستغفر الله العظيم.

وفى الواقع أن علماء الشيعة في سبيل الدفاع عن غلوهم وتحيزهم لم يروا بأسا في تهمة النبي- جهلا- بالخيانة وأنه بدلا من تبليغ الرسالة للناس كافة خص ابن عمه بشيء منها إذ تقول جريدة الجهاد الرسمية: "كان يعد الإمام- عليا- إعدادا إرساليا خاصا كثيرة جدا. فقد كان النبي (ص) يخصه بكثير من مفاهيم الدعوة وحقائقها… ويختلي به الساعات الطوال في الليل والنهار.. " 93

وحتى أئمة الشيعة الجعفريين لم يسلموا من التهم المشينة.. مثل تهمتهم بأنهم قالوا بأن التقية تسعة أعشار الدين وأن من لا تقية له لا دين له.

وأسوأ من ذلك يقول أحد علماء الشيعة إن عليا رضي الله عنه قال: "إن الخلفاء من قبلي قد خالفوا عمدا تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. وخانوا عهدهم معه و بدلوا سنته. ولو ألزمت الناس الآن بالتخلي عما تعودوه والرجوع إلى ما كانت عليه الحال في عهد النبي (ص) فسيتفرق جيشي من حولي و يتركونى وحيدا.. و باختصار لو أمرت الناس باتباع شريعة الله وسنة نبيه فإنهم سوف يتخلون عنى ويتركونى".94

أنظر كيف وصف علماء الشيعة علي بن أبى طالب الصحابي الجليل، البطل المغوار، الذي لا يخاف في الله لومة لائم وكأنه جبان، يعبد السلطة الدنيوية وعلى استعداد للتضحية في سبيلها بشريعة الله وسنة نبيه، وصحيح أن الغلو الأعمى والتحيز ينتجان اكثر من ذلك. فبدلا من الثناء على الأئمة نجد علماء الشيعة ينساقون إلى وصمهم بأشنع الأوصاف من حيث لا يعلمون، فينقلب حبهم إلى النقيض. ولعل ابن تيمية قد أصاب حيث يقول إن اكبر مصيبة حلت بأهل البيت أن كان أمثال هؤلاء من أتباعهم. إذ جعلوا لبعضهم مكانة أشبه ما تكون بمنزلة المسيح لدى المسيحيين اليوم.

و أخيراً
ـــــ
باختصار فإنه نظرا لعدم وجود أدلة في القرآن الكريم والسنة الموثقة تؤيد ما ذهب إليه علماء الشيعة من التحيز المبالغ والغلو الأعمى فإنهم اضطروا إلى الأساليب التالية للذود عن عقيدتهم لخداع العامة:

ا- الإدعاء بأن القرآن الكريم غير كامل وتعرض للتبديل، وهذا الإدعاء عادة لا يجهرون به لخطورته ولكن يدسونه في كتبهم المعتمدة و يهمسون به إلى من وثقوا من تبعيته.

2- اختلاق الكثير من الأحاديث أو تشويه خلفياتها التاريخية أو نصوصها وذلك لاستخدامها في تشو يه معاني الآيات القرآنية الجلية فضلا عن المتشابه منها أو تسخيرها مباشرة في تبرير دعاواهم المتحيزة.

3- اختلاق أو تشو يه أحداث التاريخ الإسلامي أو ظروفها وملابساتها لتأييد غلوهم والاستعانة بها في تشو يه معاني القرآن الكريم أو الأحاديث الصحيحة. كما أنهم قد استشهدوا بكتب غيرهم ممن تسربت قصصهم المختلقة إلى كتبهم، وقد يلجاؤون إلى الاستشهاد ببعض المصادر غير الجعفرية حتى لو أشار المؤلف إلى الرواية المكذوبة للرد عليها. فمثلا يذكرون في مصادرهم أن المرجع السني كذا وكذا يؤيد القضية أو أن علماء السنة يوافقون على كذا أو مائة من كتب السنة أشارت إلى الرواية المذكورة..

وعندما تعود إلى تلك المصادر المشار إليها تجد إما أن القصة الشيعية وردت للرد عليها من قبل المؤلف أو أن القصة لم ترد بتاتا أو تختلف عنها.

وخلاصة القول فإنه ينبغي على المسلم الذي يخشى على دينه ومصيره في الآخرة أن يحذر من الاعتماد على مصادر علماء يرون الكذب تسعة أعشار دينهم وعقيدتهم، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

كتبه سعيد إسماعيل


الهوامش
ــــــ
(2) إحسان إلهى ظهير: 4- 7

(3) على حسن: صفحة 230- 231

(4) منهاج السنة لابن تيمية: مجلد (1) صفحة 3، ومجلد (2) صفحة 124، الحسينى عبد الله 73- 43 1، والفوزان صفحة 9- 18، الطبطبائى صفحة 75- 82، وعبد الحسين العسكرى.

(5) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة،63 طبعة 1961. ولزيد من التفاصيل أنظر إحسان إلهي ظهير صفحة 77ـ 152

(6) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة 228 طبعة 1968.

(7) الكافي في الأصول: مجلد 21) صفحة 633 طبعة 1 96 1، والخطيب صفحة 11.

(8) صحيح البخاري: مجلد (6) صفحة 477- 478.

(9) صحيح البخارى: مجلد (6) صفحة 478- 0 48.

(10) مناع القطان صفحة 170- 185.

(11)الحجر:9

(12) القيامة: 16- 17

(13) فصلت: 41-42- ~

(14) إحسان إلهي ظهير: صفحة 141- 7، 1

(15) سورة البقرة: 85

(16) طبطبائي صفحة 93 ودستور جمهورية إيران الإسلامية: المادة الثانية.

(17) طبطبائي ص 110

(19) طبطبائي صفحة 94،207، 208، 210، 211

(20) أعظمي صفحة 3

(21) أعظمي صفحة 32ـ 72

(22) فتاوى ابن تيمية مجلد 17 صفحة 18، وأعظمي صفحة 87، 96

(23) أعظمي: صفحة 25

(24) الأحزاب 40

(25) طبطبائي: صفحة 40

(26) فتاوى ابن تيمية: مجلد (19) صفحة 5-8

(27) ابن الأثير الجزرى: مجلد (1) صفحة 0 12- 126

(28) فتاوى ابن تيمية: مجلد (9) صفحة 267- 272

(29) آل عمران: 103

(30) الأنعام: 159

(31) أخرجه الترمذي وأحمد، عن ابن الأثير الجزرى مجلد (6) صفحة 669

(32) عمر بليق: صفحة 544

(33) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (2) صفحة 122- 125

(34) ا لشورى: 38

(35) آل عمران: 159

(36) النووى: الأ ر بعون حديثا صفحة 35

(37) النووى: الأ ر بعون حديثا صفحة 30

(38) 1لنساء: 135- 36 1

(39) طبطبائى: 0 19- 211، وعلى حسن: صفحة 0 23- 231

(40) الدستور: المادة الثانية عشرة.

(41) الدستور: المادة الثانية، وعسيفي صفحة 23- 25

(42) الكافي من الأصول: مجلد 1 صفحة 06 2- 262

(43) المكتبة الإسلامية العظمى: صفحة 6

(44) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 91

(45) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 64

(46) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 86- 87

(47) الشورى: 38، آل عمران: 9 5 1

(48) مسلم: مجلد (4) صفحة 1782

(49) آل عمران: 45 1، 179، الأنعام 59؟ يونس: 0 2، ا لنمل: 65، لقمان: 34، الجن: 26

(50) العقيدة الطحاوية: صفحة 557

(51) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 37

(52) ابن الأثير الجزرى: مجلد (1) صفحة 0 33- 332

(53) صحيح مسلم: مجلد (2) صفحة 1 75-2 75، ومجلد 1 4) صفحة 873 1

(54) صحيح مسلم: مجلد (4) صفحة 873 1

(55) مهدى العسكرى: صفحة 34- 38

(56) علي شريعتي: 28- 30

(57) علي شريعتى: فاطمة هي فاطمة صفحة 207

(58) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 307

(59) آل عمران: 110

(60) التوبة: 100

(61)1لفتح:18

(62) صحيح البخاري: مجلد 51) سنحة 2

(63) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد 13 صفحة 116-73 1

(64) 1لبقرة: 134- 141

(65) أبو معاوية محمد: صفحة 11- 13

(66) أبو معاوية محمد: صفحة 25

(67) أبو معاوية محمد: صفحة 62

(68) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة 7 1 2- 9 1 2 طبعة 968 1

(69) الكافي في الفروع: مجلد 31) صفحة 188- 189 طبعة 1 96 1

(70) الخميني: ترجمة القارض 144

(71) البقرة: 75- 77

(72) آل عمران: 119

(73) 1 لنساء: 541

(74) صحيح البخارى: مجلد 1 صفحة 31- 32

(75) صحيح مسلم: مجلد 14 صفحة 2011

(76) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 213، وغير ذلك من كتب التفسير المعتمدة.

(77) طبطبائى: صفحة 227- 0 23

(78) 1 لموسوى: صنعة 81

(79) المؤمنون: 5- 7) المعارج: 28- 31

(80)1 المحمود: صفحة 13

(81) صحيح مسلم: مجلد (2) صنت 1025

(82) العسقلاني: مجلد 9 صفحة 164- 1

(83) صحيح مسلم: مجلد (2) صفحة 885

(84) نجفي: صفحت 9- 9 1، طبطبائى صفحة 78 1- 8 1 2

(85) ا لما ئد ة: 67

(86) للمزيد من التفاصيل راجع ابن تيمية: منهاج السنة مجلد 4 1 صفحة 84-87

(87) على شريعتي: صفحة 28- 30، العسكرى: 34- 3،

(88) 1 لمائد ة: 3

(89) يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك.. المائدة: 67

(0 9) صحيح مسلم: مجلد 4 صفحة 873 1

(91) التحريم:4

(92) طبطائى: صفحة 179

(93) جريدة الجهاد: عدد 56 في 11 سبتمبر 982 1 صفحة 2 1

(94) مرتضى العسكرى: صفحة 37-41


المصادر العربية

1 القرآن الكريم.

2 الحسينى عبد الله. الجذور التاريخية للنصيرية العلو ية، القاهرة: دار الاعتصام، 1980

3 أحمد عسقلانى. فتح البارى: شرح صحيح البخارى، بيروت: د ار المعارف.

4 عز الدين بليق. منهاج الصالحين، بيروت: دار القلم، 1978.

5 محمد بن اسما عيل البخاري. صحيح البخاري، (من ترجمة بالإنجليزية للدكتور محسن خان)، أنقره: هلال ياين لارى، 1976.

6 أحمد الفوزان. أضواء على العقيدة الدرزية، 1979.

7 دكتور عبد الله غريب. وجاء دور المجوس، القاهرة: دار الجيل للطباعة، 1978.

8 دكتورعلى ابراهيم حسن. التاريخ الإسلامى العام، الكو يت: مكتبة الفلاح، 77

9 مسلم بن الحجاج النيسابورى. صحيح مسلم، دارإحياء الكتب العربية، 1955.

10 يحيى بن شرف الدين النووى. من الأ ربعين النوو ية، بيروت: دار القرآن الكريم 1976. (من ترجمة إلى الإنجليزية لعز الدين إبراهيم وجنسون دافيز)

11 عبد الرحمن قاسم وولده. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، الرباط: مكتبة المعارف ، (37 مجلد).

12 مناع القطان. مباحث في علوم القرآن، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1981. ، سيد سابق. فقه السنة، بيروت: دار الفكر، 1977. (ئلاث مجلدات).

13 مؤسسة الشهيد. الدستور الإسلامى لجمهورية إيران الإسلامية، في جمهورية الإسلامية، 1979.

14إحسان إلهى ظهير. الشيعة والسنة، لاهور: إدارة ترجمان السنة، (الطبحة الحادية عشر

15 عبد الحسين العسكري. العلويون أو النصيريون، 1980.

18 القاضي أبى بكر بن العربي. العواصم من القواصم، (تحقيق وتعليق محب الخطيب)، د ار المعارف

17 أحمد بن تيمية. منهاج السنة النبو ية في نقض كلام الشيعة والقدرية، الرياض: مكتبة الرياض الحديثة، (أربم مجلدات).

18 ابن أثير الجزرى. جامع الأصول في أحاديث الرسول، مكتبة الحلوانى 1978.

19 موسى جار الله. الوشيعة في نقد عقائد الشيعة، القاهرة: مكتبة الكيلانى، 1982.

20 جريدة الجهاد. عدد 56، 11 سبتمبر 1982.

21 محب الدين الخطيب. الخطوط العريضة، ساوث بيرنبى، كندا: مجلس جمعية منشوات الحق.

22 محمد يعقوب الكلينى. الكافي من الأصول، طهران: دار الكتب الإسلامية، (الطبعة الثالثة)، 1968، 1961.

23 عبد الله بن زيد المحمود. بطلان نكاح المتعة، الدوحة، قطر.

24 عبد الحسين الموسوى. مسائل فقهية، بيروت: دار الأندلس